خلال الشهرين المنصرمين اللذين قضاهما الرئيس هادي في عدن كانت هناك كثير من الإنجازات الكبيرة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية المختلفة ، منها الظاهر المعلن الذي صار مادة رئيسية لوسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ومنها مايزال بعيدة عن التناول والتداول لخصوصيتها واهميتها .
لقد شملت هذه الإنجازات الملفات الرئيسيّة في الجانب السياسي والاقتصادي الخدماتي والعسكري ، وصحيح ان الانجاز العسكري كان الاكبر حضورا وتناولا لاهمية المكاسب العسكرية التي تمت في هذا الموقع الاستراتيجي الحيوي على الساحل في ذباب والمخاء ، وايضاً لأثره البالغ والمزلزل على الانقلابيين ، خاصة بعد ان رأى العالم مدى الصدمة والرعب والتصدع الذي اصاب قياداتهم خلال الاسابع الماضية .
ولكن ... على الجميع ان يدرك ان هذا الانجاز العسكري الكبير ماكان ليتم لولا القيادة المباشرة للرئيس هادي لهذه المعركة ، ولقد بدأ الرئيس هذه المعركة بالتمهيد بتحرك سياسي كبير كان في مقدمته تواجده المباشر في العاصمة المؤقتة عدن ومتابعته الميدانية لأدق التفاصيل تمهيدا واستعدادا لهذه امعركة ، وكان الرئيس يدرك انه لابد من إجراءات مباشرة تعزز ثقة الناس بقيادتها السياسية فبادر الى الإشراف المباشر على الملف الاقتصادي والخدماتي وعمل على حل المصاعب المالية والإدارية امام الحكومة ومعالجة موضوع الرواتب عبر دعم البنك المركزي بالسيولة اللازمة وتغطية النفقات التشغيلية الاساسية لبعض المرافق وفِي مقدمتها المصافي وشركة النفط ومؤسسة الكهرباء والمياه ، كما ان وصول مولدات المنحة القطرية 60 ميجا خلال فترة وجيزة أعطت رسالة واضحة عن نجاح سلسلة الإجراءات التي اتخذها الاخ الرئيس ولم ينس الاخ الرئيس وهو يواصل جهوده ان يركز جزء من جهوده لانتشال ميناء عدن وتسهيل الإجراءات فيه حتى يعزز من الموارد المالية في ظل الالتزامات الكبيرة التي تثقل كاهل الحكومة .
كانت للقاءات الرئيس السياسية واتصالاته مع المسؤولين الدوليين من العاصمة المؤقتة عدن أهميتها البالغة خاصة مع حملات الارجاف والتشكيك التي يقوم بها الانقلابيون وكانت مقابلته الاولى والثانية للمبعوث الدولي تعطي رسائل واضحة ان الشرعية هي الثابت الأساسي اليوم على هذه الارض ان أرادوا سلاما وكذلك كانت لقاءاته المتعددة مع القوى السياسية المختلفة تعطي دليلا واضحا ان زعامة الرئيس هادي محل اجماع شعبي حي عريض وان هذه الزعامة تتعامل مع كل أطراف العملية السياسية بأفق رحب طالما وهم ينشدون الامن والاستقرار ويحافظون على الإنجازات الوطنية التي يحاول الانقلابيون النكوص عنها والعبث بها ، ولقد كانت القرارات الجمهورية الصادرة اخيراً فيما يتعلق بترتيب اوضاع المؤسسة التشريعية والرقابية ( مجلس النواب ) بالغة الأهمية ولا تقل تأثيرا في إنجازها السياسي المنتظر عن تأثيرالإنجازات العسكرية التي تمت خلال الشهرين الماضيين .
وواصل الرئيس جهوده ، يبحث عن تمويل مالي اكبر يظمن الاستقرار للعملة الوطنية وليخفف من وطأة تدهور العملة والغلاء فكانت اتصالاته بالاشقاء الخليجيين وزيارته الى قطر وكذا اتصالاته مع المؤسسات المالية العالمية للبحث عن مزيد من الدعم لمجالات الخدمات الاخرى في التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية .
ان هذه المسارات الثلاثة للانجاز ، سياسيا واقتصاديا وعسكريا وما حفلت به من مكاسب لتؤكد صوابية المنهج الذي اتبعه الاخ الرئيس وهو يناور في المجال السياسي ويتخذ الإجراءات داخليا وخارجيا ، وكذا جهوده الناجحة في المجال الاقتصادي والخدمي واهتمامه بقضايا الناس ، وايضاً تحريك الجبهات العسكرية وتحقيق الانتصارات ، كل هذه المواجهات الشاملة مع الانقلابيين في هذه الميادين الحساسة آتت أكلها واعطت للناس دفعة كبيرة من الأمل ، وما على الحكومة اليوم الا ان تكثف جهودها في البحث عن وسائل اكثر نجاحا تستطيع من خلالها المحافظة على هذه المكاسب واستثمارها بشكل امثل خاصة وأننا ندرك اننا مازلنا امام تحديات كبرى ومراهنات من هنا وهناك .
ان الحكومة اليوم والسلطات في المستويات المختلفة مدعوة لتفعيل حضورها الدائم وبالذات في العاصمة المؤقتة عدن واستمرار الانجاز وعلى وجه الخصوص في الملفين السياسي والاقتصادي الخدماتي والاستفادة من الدعم الكبير الذي يقدمه الاخ الرئيس للحكومة بقيادة الدكتور احمد عبيد بن دغر .
مهندس وحيد علي رشيد
١ فبراير ٢٠١٧