الشباب دائماً هم من يصنع المستقبل ويخلق الانتصارات ويقود التغيرات، وعلى هذا لم تكن ثورة 11 فبراير2011م مجرد تغيير لنظام خيم على قلوب اليمنيين أكثر من 33 عاماً بقدر ما كانت ثورة ضد الظلم والاستبداد التي عاشته بلادنا في الآونة الاخيرة وخاصة بعد انتخابات عام 2006 والذي قرر فيها الرئيس السابق علي عبدالله صالح المضي قدماً نحو مشروع التوريث مما أثار غضب كثير من اليمنيين وسخطهم وبعد أن غلقت كل الأبواب أمامهم لجأوا إلى النزول إلى ساحات الحرية والشرف والنضال مطالبين بصوت واحد "الشعب يريد إسقاط النظام "وفِي حقيقة الأمر كنا – كشباب - نريد أن نسقط الفساد الذي عانينا منه سنوات طويلة ، فشرعنا في نصب الخيم ، وقطعنا على انفسنا عهدا لن نبرح من ساحات الحرية والنضال حتى يسقط الفساد ونستعيد الدولة، كانت لنا اهدافنا ومطالبنا كشباب وكانت لثورتنا أهدافها النبيلة والمتضمنة ألغاء قوى النفوذ والسلطة المركزية والتوريث في الحكم والتبادل السلمي في السلطة ، كانت الأيام طويلة والليالي قاسية ومع ذلك كان كل يوم يمضي علينا نزداد قوة وعزماً واصراراً على مواصلة مشروعنا الوطني.
أمطروا السماء علينا رصاصاً وفجروا الارض قنابلاً علينا ، وفقدنا أصدقاء غالين على قلوبنا ، ولكن العزم والارادة التي قطعناها على أنفسنا، وإدراكنا أن الساحات ليست مزروعة أمامنا بالورود والرياحين قدر إدراكنا ان حب السلطة ونفوذها سيدفع ذلك النظام إلى تسخير ترسانته العسكرية نحو صدورنا العارية.
كان لدينا مشروع كشباب وكانت هناك مشاريع كثيرة ارادت ان تسرق ثورتنا واحلامنا ولكننا مضينا نحو تحقيق الأهداف النبيلة والهادفة التي يتطلع اليها شعبنا تاركين اصحاب المشاريع الضيقة في خيامهم التي لم ترفع حتى هدموا الدولة ومؤسساتها وأعادوا اليمن إلى حكم الإمامة البغيض .
ثورة فبراير انتصرت كونها أنجبت لنا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي اجمع عليها كل الوطنيين من أبناء اليمن وتمت برعاية خليجية ودولية وجنبت اليمن ويلات الحروب وشر الفتن وأسست قاعدة التبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وهذا هو إنجاز وهدف نبيل لثورة 11 من فبراير التي شهدت بلادنا اول انتخابات حرة ونزيهة تولي بعدها الرئيس عبدربه منصور هادي الرئاسة وشكلت حكومة بحسب المبادرة وأمضى الرئيس هادي وحكومته نحو تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لتنجب لنا حواراً وطنياً شاملاً شارك فيه 501 عضواً من مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية والمرأة والشباب و الحراك الجنوبي السلمي والحوثيون وكان ذلك هو الهدف الثاني من أهداف ثورة فبراير ليمضي اليمنيون نحو حواراً يمنياً يمنياً وعلى أرضاً يمنية وتحت سقف واحد وطيلة عشرة أشهر نجحوا خلالها في رسم دولة اليمن ومستقبل أبنائه في بناء دولة العدالة والمساواة دولة اليمن الاتحادي الجديد ليؤسس لنا ذلك الحوار الوطني وثيقة الدستور اليمني والتي قام بإعدادها نخبة من اصحاب الكفاءة من القضاة والسياسيين وكان ذلك هو الهدف الثالث لثورة فبراير .
هذه هي الأهداف التي خرجنا من أجلها وهي ذاتها الي يقاتل شعبنا اليمني لكي يشهد ولادتها وتحلم الطيور اليمنية المهاجرة بالعودة إلى موطنها وتستعيد عاصمتنا صنعاء حريتها فأجمل ما في ثورة فبراير انها خرجت برؤية واحدة جمعت كل اليمنيين وحتماً سينتصر مشروع ثورة فبراير الكبير فمن يقاتل اليوم في المعارك هم ابطال هذه الثورة ومن يسعى إلى استعادة الدولة هم رموز فبراير.
سنمضي لتحقيق أهداف ثورتنا المجيدة التي هي في الحقيقة امتداداً لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، وسنقضي على الانقلاب، ونطوي مشروع الإمامة المقيت إلى الأبد، وإن غداً لناظره قريب.