عمار بن ناشر العريقي
مازالت الأزمات والفتن تكشف لنا عن عدد غير قليل من خاصة الناس ( مفتونين ) تنكبوا وتنكروا- عن علم مخذولين- لما كانوا يتبنونه من مبادئ الشريعة والأخلاق الإسلامية والقيم الإنسانية والمصالح الوطنية .فإذا ثوابت وحدة الأمة وجمع الكلمة ومرجعية الشرع وعقد الولاء والبراء في الله تعالى و حغظ حقوق الناس و الأخوة ومكانة أهل العلم ... في نظرهم أمور هامشية ثانوية تأجيلها بل تعطيلها وجهة نظر أو حنكة ومرونة ورأي معتبر . استمرؤوا السكوت عن الباطل والتبرير له والمساندة للمفسدين وجاهروا بلا حياء بعداوة المصلحين.
وإخوان حسبتهم دروعا ** فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاما صائبات** فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوب** لقد صدقوا ولكن من ودادي.
(مفتونون ) وللأسف بإعلام مأجور وزعامات مشبوهة ظاهر وعودها جذاب جميل وباطن نفوسها خبيث عليل.
مرضى النفوس بالجهل والهوى و الظلم والعصبية. ضعفت عزائمهم عن أن يكونوا صادقين أولياء فاختاروا أن يكونوا خونة عملاء أومهزومين عاجزين ضعفاء ، فجبروا عجزهم عن النجاح بالحقد على المجتمع ودعاة الخير و الإصلاح.
(المفتونون ) شخصيات هشة ضعيفة وصولية نفعية إمعة أنانية . مهزومون من الداخل من ذل يجدونه في أنفسهم مهتزة ثقتهم بربهم لايعظمون الحق ولايرحمون الخلق
عبيد الهوى والمصلحة الشخصية و المنصب و المال الحرام.
يدور مع الزجاجة حيث دارت * * ويلبس للسياسة ألف لبس
متلونون متقلبون في مشاعرهم ومواقفهم .وهوى المتقلب مع ذي السلطة والقوة والشوكة المتغلب،
و -كما قيل - : من كثرنفاقه لم يعرف وفاقه .
مأساة الأمة في نخبة من المفتونين يعتقدون أنفسهم نوابغ موهوبين انتهجوا النفاق طريقا بزعمهم إلى القمة .وحقيقتهم كما في الصحيحين : (وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ).
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون الحق فيتبعون أحسنه و لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب