لم تكن صنعاء قد جفت من دماء مجزرة الكرامة ..
كان الرعب والغضب يسود البلاد.
كنا ننظر الى شعوب الربيع العربي التي سبقتنا ونتساءل بحسرة : هل في جيشنا الوطني من يشبه المشير طنطاوي ورشيد بن عمار؟!
في صباح 21 مارس اعلن قائد الفرفة الاولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر تأييده لثورة الشباب واعتزامه حماية المعتصمين.
كان حدثا كبيرا بحجم زلزال، وتداعت مع اعلانه بقية النخوة والشجاعة فانحازت للثورة.
المنطقة العسكرية المركزية والمنطقة الشمالية الغربية والمنطقة الشرقية اصبحت في صف الثورة .
وزراء وسفراء وقادات ووجاهات تسابقوا نحو اعلان الانضمام ..
ظهيرة ذلك اليوم وكنت شاهدا اغلق الحوثيون خيمتهم وقت المقيل وبدأوا في قراءة سورة ياسين ووجوههم كالحة، قراوها ليس حدادا على الشهداء وانما تعبيرا عن انزعاجهم من انضمام محسن.
كان مبررهم الوحيد ان محسن جزء من نظام صالح.
وبعد مرور زمن يسير انحازوا الى صالح وقاتلونا معه.
لو لم يكن من سبب لاحترام محسن الا كراهيتهم له لكفاه.
بعد أشهر من انضمام علي محسن خرج الدكتور محمد عبدالملك المتوكل بحديث للاعلام يقول فيه صراحة انهم اجروا اتصالات وجهود لانضمام يحيى محمد عبدالله صالح اركان الامن المركزي للساحة بغرض احداث توازن.
اعترضوا على انضمام من حمى شباب الثورة من مدرعاته وقناصات الامن المركزي وذهبوا لقائد الامن المركزي ذاته.
اعترضوا على محسن لانه كان جزء من نظام صالح ثم ذهبوا إلى حضن صالح.
اعترضوا على انتخاب الرئيس هادي ومنعوا التصويت له في صعده لانه نائب صالح، ثم انقلبوا على هادي ليعيدوا صالح مكانه وينتقم لاحقاده.
اليوم .. ضباط وقيادات الفرقة وشبابها هم عمود معركة الجمهورية وفرسان شرعية الرئيس هادي.
من الشدادي الى القشيبي الى عدنان الحمادي الى الوايلي إلى فيصل رجب الى الصبيحي إلى القميري وغيرهم كثير..