أحمد عثمان
قد تبدو تعز وكأنها جزيرة معزولة عن معركة الشرعية أو شبه منسية مع أن المفترض أن تكون في قلب الاهتمام ؛لأهميتها ودورها في حسم المعركة ناهيك عن المعاناة الإنسانية ، فالحرب على مدار الساعة والحصار والجرح ينزف باستمرار، يقابله صمود مبهر وتضحيات لا تبخل ولا تتردد
إن أهمية المعركة في تعز تستوجب أن تكون الشرعية والتحالف أكثر حضورا
حتى الحضور في المخا بدا وكأنه معزولا عن المعركة في المدينة وريفها الغربي تحديدا، الذي يمثل مع المخا فكي كماشة على قوات الانقلاب ،مع أن الطبيعي أن تكون معركة واحدة للإجهاز على الخصم وتقليل الخسائر واختصار المعركة!.
وحتى لا نتوه في مآسي تعز، فهناك مسارين يجب التذكير بهما للأهمية وينبغي على الشرعية أن تكثف حضورها قبل أن تتفاقم الأوضاع بدرجة سلبية.
الأول، مسار بناء الجيش والأمن والذي يجب أن يبنى بصورة متكاملة وصحيحة على الأرض ولو بخطوات متدرجة.
صحيح أن دمج الجيش والأمن وتسليم أول مرتب قد تم لكن الظاهر أن الحكومة تمشي هنا بالخطوة البطيئة جدا، والتفكيكية، فمرتب الجندي ليس كل شي وليس الجيش والأمن.. هو فقط جزء من عدة إجراءات متماسكة مع بعضها. أولها إعداد مقرات للمعسكرات ولو على خطوات، والثاني تجهيز التغذية اليومية وما يلزم للحضور والضبط والدوام. وإلا سيكون جيشا وأمنا معلقا في الورق، وأفراد متناثرين ومدخلا للفساد وكأنك( يا بوزيد ما غزيت)
ويعود الحمل الثقيل على المقاومة والقائمين عليها المنهكين أصلا على مدار سنتين ونصف، فيما المعركة على أشدها من الانقلابيين في الخارج، وعمليات الاغتيالات والتخريب المنظم في الداخل ،ناهيك عن الحالة الإنسانية ،الصحية والمعيشية المتردية.
المسار الثاني، مرتبات الموظفين. فقد زاد انقطاعها لأكثر من ستة أشهر الصورة قتامة بما ينذر بكوارث..!
حتى هذه المرتبات ،الحد الأدنى للحياة، تعامل تعز بشكل مختلف عن المحافظات المحررة وكأنها (بنت الخالة ) أو تحت مسطرة العقاب..!!
نفهم أن تعاقب تعز من الانقلابيين، لكننا لا نفهم ولا نجد تفسيرا بمعاقبتها من الشرعية أو بالأصح بإهمالها من جهة الشرعية، التي دفعت وتدفع تعز دم قلبها في سبيل استعادتها ؛باعتبارها الدولة التي تمثل وجود ومستقبل وكرامة اليمني.