*الصديقة العزيزة/ منى أبوسمرة* رئيس تحرير صحيفة البيان الإماراتية
تحية طيبة... وبعد
حقيقة لم أتفاجأ بحشر اسمي ضمن مجموعة إعلاميين يمنيين اتهمتهم صحيفتكم بالأخونة والعمالة لقطر في عددها الصادر أمس (1يوليو 2017) فقد سبق ذلك هجوم تم تدشينه يوم عيد الفطر المبارك عبر موقع إخباري ساقط يزعم أنه تابع لدولة الإمارات العربية المتحدة التي نكن لها كل احترام وتقدير لموقفها الأخوي الصادق في مواجهة الانقلابين واستعادة شرعية الدولة اليمنية المختطفة.
لم أتفاجأ بما نشرتم ولكن سائني أن تكون صحيفة بحجم "البيان" منصة لاختلاق الأكاذيب والافتراءات دون سند واحد أو وثيقة واحدة مهما ضعف شأنها، بدلاَ من الاعتماد على "مصدر استخباراتي"... فقد كانت أكثر الصحف سقوطاً في مرحلة الستينيات توزع التهم برفعها "إلى مصدر سياسي كبير" أما "مصدر استخباراتي" فمعناه أن الصحيفة قفزت إلى قعر اللامسئولية دفعة واحدة، وتحولت من المهنية إلى أداة بيد أجهزة الاستخبارات، وهذا ما لا أرضاه لصحيفة أعتز بوجودها مثل "البيان".
*عزيزتي منى أبوسمرة*
منذ تعرفت على شخصيتك الكريمة في هذا العالم الافتراضي قبل ست سنوات وجدتك مهنية وحصيفة ومسئولة ولست عاشقة شهرة ولا مروجة أكاذيب، وتاريخك في جمعية الصحفيين الاماراتيين ونادي دبي للصحافة يشفع لك، وكان هذا مبعث أمل لنا -قراء البيان- حين توليت رئاسة تحريرها كأول إماراتية تتولى رئاسة تحرير صحيفة يومية.
لم أكن في يومٍ ما مغترباً بمهنة "سباك" ولا تحولت من مصلح مواسير حمامات إلى ماسورة تسريب أكاذيب، بل صحفي أكتب في كبرى الصحف الدولية وعضو في نقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين، وأكاديمي أدرس الصحافة في أرقى الجامعات، ورغم أنني عملت في الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام –وهو حزب جدير بالاحترام- لتسع سنوات متواصلة إلا أنني ظللت معتز باستقلاليتي السياسية، وكان تقييم المؤتمر لي بأن "اشتراكي" وأحياناً "شيوعي أحمر"!.
*عزيزتي منى*
أنتم الإماراتيون والسعوديون والقطريون أشقاء، وما يجمعكم أكثر مما يفرقكم، وعند اختلافكم ليس من الحكمة أن أكون رصاصة في بندقية أخ يصوبها ضد شقيقه، ثم أننا اليمنيون لدينا مخزون احتياطي هائل من المشاكل، فلا داعي لأن تلقوا بأحمال خلافاتكم فوق أكتافنا، ولا أجد من العقل والبصيرة توزيع تُهم "الاخونة" و"القطرنة" ضد أحد، فقطر شقيقتكم وستعودون لخيمة عروبتكم يوماً، و"الإصلاح" الذي تلمزون الناس به، هو حزب سياسي مدني حمل على عاتقه ونزف من رجاله ودافع عن شرعية الدولة أكثر مما فعلت الأحزاب مجتمعةً، واستهداف "الإصلاح" في هذا التوقيت لا يعني غير إفساح الطريق أمام عربات إيران في اليمن... ووجود رابطة للاعلاميين اليمنيين في المملكة ليس عيباً بل كيان عملي ومحمدةً لمن أسسونها ويجب أن نقول شكراً لأشقائنا الذين دعموا من خلال الرابطة مئات الاعلاميين والناشطين الواقفين إلى جانب شرعيتهم.
لأشقائنا الإماراتيين دور إيجابي في اليمن، وكلما كبر دورهم تكاثر حولهم المتساقطون والمرتزقة يصنعون للإمارات أعداء وهميين ومفترضين، يستثيرون مخاوفكم ليستدرون أموالكم.. نعم هم هكذا وأقل!!.
وإشادتي المستمرة بالدور الإماراتي في اليمن لا تقل عن شعوري بالامتنان الكبير تجاه دور المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة، فهي الشقيقة التي حملت عبء اليمن فوق أكتافها لنصف قرن وأكثر، ووقوفي إلى جانب رئيسي الشرعي ليس عيباً أو مذمةً، فهو الرجل الذي ارتضاه كل الشعب اليمني رئيساً له، وسأقف إلى جانبه في قوته وضعفه، "ولو كانت الشرعية عصا مكسورة في غرفة لوقفت إلى جانبها" كما قال المثقف الليبرالي عبدالكريم الإرياني تولاه الله برحمته.
*صديقك المخلص/*
*عارف أبوحاتم*
نسخة مع التحية للصديق العزيز سعادة السفير سالم بن خليفة الغفلي سفير الإمارات العربية المتحدة لدى اليمن