حرب الشائعات تدمير للمجتمعات والحياة

2017/08/16 الساعة 09:29 مساءً

#آ 
"-------------------------------------------------------"
آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  آ  عمار بن ناشر العريقي.آ 

آ # تنوعت وتفننت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي مؤخرا وبصورة أكبر و أخطر في بث الشائعات بتلفيق الأخبار مجهولة المصدر والمكذوبة حد المخادعة والتفنن بالتلاعب بدبلجة الصوت وفوتوشوب الصورة وغيرها .

# ومما زادها خبثا وخطورة ما يعلم من وقوف مؤسسات مشبوهة وراءها عبر وكلائهم آ بمايملكونه من مطابخ وترسانة وأمبراطورية إعلامية ضخمة ؛ بغية اختراق وخلخلة وشق الصف باتباع سياسات ( التشويه والشيطنة للأبرياء والفضلاء ونشر الإرجاف والتخذيل وترسيخ ثقافة العصبيات والكراهية والإقصاء والعداوة والفتن والعداوات والاحتراب الداخلي لخدمة مشاريع الأعداء.آ 

# ولاشك أن ابرز من بحمل معاول الهدم ولواء الفتنة هم المنافقون في القديم والحديث كما قال تعالى عنهم :
آ (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ..ملعونين)
(وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ماوعدنا الله ورسوله إلا غرورا )
(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ).

# هؤلاء المنافقون هم في الحقيقة مخالب خفية تعمل من داخلة الصف وتكمن من حيث المأمن (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم )(هم العدو فاحذرهم ) ومقاولون عملاء وكلاء للاعداء الفارضين أنفسهم على الشعوب كاوصياءالذين آ يتبنون ظاهرا شعار (حرية الرأي والتعبير وتحقيق أحلام الشعوب في التغيير والتحرير ) فإذا الموضوعية والمثالية و والحيادية والمصداقية الإعلامية اول ضحية على مذبح هذه الشعارات المكذوبة لانتهاك حقوق الشعوب المغلوبة والمسلوبة.آ 

# و من قديم فقد جرت سنة أعداء آ الأوطان والدين آ على نشر الإشاعات. بالاتهام آ بالكذب والجنون والسحر والسفاهة الأنبياء والمرسلين. آ كما آ تكفل إخوانهم المنافقون بتبني الإشاعات المسعورة وكان لها آثارها السيئة في مواقف كثيرة، فمن ذلك : رجوع مسلمي الحبشة إلى مكة لسماعهم إشاعة كاذبة مفادها إسلام كفار قريش فتعرض من رجع منهم لعذاب قريش. وهكذا فبعد غزوة آ أحد أشاع الكفار أن رسول الله قد قتل ، مما فت في عضد بعض المسلمين وتركوا القتال وألقوا السلاح. .ولابخفى أثر شائعات المنافقين من السبئية والدهماء على الخليفة عثمان رضي الله عنه آ من اقتتال المسلمين في معارك الجمل وصفين وانتشار بدع الخوارج والتشيع وانتهاك الدماء. ومن أبلغ الدروس والعبر حادثة الإفك واتهام العرض الشريف لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها آ لفتنة المسلمين عن دينهم لما لايخفى من أن آ قذف عرض الرسول قذف آ للرسول نفسه واتهام للرسالة والمرسل سبحانه.آ 

# واليوم يحمل لواء الفتنة ومنهجية حرب الشائعات إخوانهم المنافقون مستغلين التقدم المذهل للتقنيات الحديثة والمآرب والعصبيات الخبيثة الحزبية السياسية، آ والمذهبية والطائفية، آ والقبلية والمناطقية آ و كذا عوامل الهوى والجهل والعداوة في آ ذيوعها وانتشارها في الآفاق بطابع عدائي وصورة مستفزة.آ 

# وقد بين القرآن الكريم السبل الشرعية لمواجهتها ابتداء بأمره تعالى عباده المؤمنين بوجوب التبين والتثبت من صحة الشائعات وعدم قبولها وتصديقها فضلا عن نشرها وإذاعتها آ ،وذلك بوجوب رد الأخبار مجهولة المصدر (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) وفي الأحاديث : (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ماسمع )(بئس مطية الرجل زعموا )، فمن باب اولى رد آ الأخبارالمكذوبة (من حدث بحديث يرى بأنه كذب فهو أحد الكاذبين )رواه مسلم.
آ كما أوصى القرآن بالرجوع إلى أهل العلم والاختصاص آ (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ).
ولاشك أن هذه النصوص صريحة أيضا بعدم عذر المسلم الذي يزاول نشر الشائعات والأكاذيب عبر القص واللصق والنسخ من غير تثبت،فكيف مع العلم بعدم ثقة وعدالة المصدر كالنقل عن القنوات والمواقع المشبوهة؟!.آ 

# ويكفي في التحذير من قبول ونشر الإشاعات ماتواتر آ في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة من بيان خطورة الكلمة ومايترتب على نشر الشائعات من تبعات جسيمة و مسؤوليات عظيمة، والنصوص القطعية الصريحة في تحريم الغيبة والنميمة والكذب والإفك والبهتان و القذف والوقيعة في الأعراض والشماتة بالمسلمين وإيذائهم بتعييرهم وتتبع عوراتهم. ،و النصوص الآمرة آ في المقابل باعتبار أصل براءة الذمة عن الشبهة والتهمة و أصل حسن الظن بالمسلم وعدم العدول عنه إلا بدليل قطعي، والتماس العذر له والستر عليه والذب عن عرضه. ..،فإذا كان للاشاعة هذا الأثر السيء والخطير على الأفراد، فلاشك أن آثار الإشاعة آ أخطر بكثير حين تديرها مؤسسات مغرضة ومشبوهة وفق منهجية مهدفة ومنظمة وموجهة لانتهاك الحقوق والشعوب والمجتمعات وهي آ سلاح دمار فتاك و شامل لعموم الحياة فهل من معتبر؟آ 
اللهم سلم سلم.