السطحية

2017/08/22 الساعة 11:49 صباحاً
عمار بن ناشر العريقي. لم تعد *السطحية* مجرد آفة عقلية على أصحابها بالبلاء قاصرة، بل شكلت *بلية عامة ظاهرة*، وذلك في كل من مناهج *الغلاة والجفاة من مختلف الانتماءات والتوجهات*. وهي تعني باختصار: *ضيق الأفق وقصر النظر واختلال في البصيرة* (اللهم لطفك ). وقد أتي المبتلون بها بسبب *فساد طبيعة البيئة ومناهج التربية والتعليم وبسبب الجهل بحقيقة رسالة الآسلام المتمثل في تحقيق واجب الاستخلاف في إقامة العبودية بمعناها الشامل وعمارة الأرض بما يصلحها بالتنمية وأخلاق العدل والرحمة*،كما أتوا بسبب *عدم إدراكهم لتحديات الواقع و قواعد فقه العلم والتعامل والدعوة والتغيير* ، مما حدا بهم إلى الاكتفاء في *معالجة معضلات المشكلات عن طريق ردود الأفعال والأهواء وحقن المسكنات*. في *جمود على ظواهر الأخبار وإغفال الغوص في الأعماق و الأبعاد والأهداف والأسرار* ،و عدم اعتبار *لفقه المقاصد وباب الموازنات بين المصالح والمفاسد وفقه الاستطاعة والاستضعاف والأولويات و العواقب والمآلات*. ولم تنحصر هذه العقلية غير العاقلة والنفسبة المريضة في الانطلاق عن *(الظاهرة المفرطة)* في فقه العبادات والمعاملات بل شملت التعامل بمقتضى الورع البارد والمثالية الجوفاء في التعامل مع الأزمات والتحديات و انسحبت في النظر والتعامل مع باب السياسة الحساس *وعموم أبواب الحياة*، حيث يتعامل السطحي بمقتضى *السذاجة وحسن الظن بالإعلام والأعداء من غير قراءة وتثبت وتحليل لما وراء الخبر ومابين السطور والاستهانة بالخصوم والركون إلى الذين ظلموا وعدم اعتبار أصل أخذ الحيطة والحذر ووضع الخيارات وأسوأ الاحتمالات*. وفي مقابل هذا *الاسترخاء* مع الأعداء تفريط -بل انتهاك - السطحي لحقوق الشعوب و الأخوة وعقد الولاء وفي هذا خروج عن سبيل الراسخين المفكرين الساسة والعلماء في *تناقض مريب وازدواجية بلهاء* لطالما جرت على الشعوب عظيم المحنة و البلاء . ربنا لاتجعلنا فتنة وهب لنا من لدنك بصيرة ورحمة وتول أمرنا وارحم ضعفنا يا *سميع الدعاء*.