عن معركة استعادة الدولة واسقاط الانقلاب

2017/11/18 الساعة 05:57 مساءً

 

بقلم: معمر بن مطهر الإرياني

أعادت مذكرة استقالة محافظ عدن الشيخ عبدالعزيز المفلحي المقدمة لرئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي الأضواء من جديد لأسطوانة "فساد حكومة بن دغر" والتقطها الأصدقاء قبل الأعداء خصوم الشرعية والمتربصين بها وفي مقدمتهم اعلام الانقلاب بالكثير من الحفاوة والترحيب وكأنهم وجدو بين سطورها ضآلتهم وما يسعفهم للتغطية على أزماتهم الداخلية الطاحنة بين طرفي الانقلاب وايغالهم في المال العام وتجويع المواطنين وتهاوي مواقعهم على وقع ضربات أبطال قوات الجيش والمقاومة الشعبية في مختلف الجبهات.

لست هنا في معرض تفنيد رسالة الاستقالة ولا الدفاع عن حكومة الشرعية ولا رئيسها دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، فهذا متروك للتاريخ الذي سيقول كلمته ولو بعد حين ، كما أنني لست في وارد الانخراط في جدل بيزنطي حول المذكرة وصحة ما ورد فيها من نقاط من عدمه باعتبار أن الخوض في هذا النقاش "من حيث المبدأ" هو تنفيذ حرفي لما يتعمد الخصوم جرنا اليه ونساهم بعضنا فيه بحسن او بسوء نية .

والسؤال الجوهري الذي أدعو الجميع في خندق الشرعية الإجابة عليه هو لماذا كلما أعادت الشرعية الدستورية تنظيم صفوفها "قيادات في الدولة، وقوى سياسية تتجه لإعلان تحالف وطني كبير ، واعلاميين" من أجل معركة الخلاص من الانقلاب واستعادة الدولة يأتي من يربك هذه الصفوف ليعيدنا جميعاً إلى نقطة الصفر، ولماذا ولمصلحة من يتعمد ذلك ؟!
البعض جرنا لحرب كلامية وصراعات هامشية لصرف الأنظار عن معركتنا الحقيقية والأساس في مواجهة الانقلاب المدعوم إيرانياً والذي يعصف بالبلد منذ ثلاث سنوات ويهدد أمن واستقرار ومستقبل المنطقة والعالم.

ولماذا كلما لاحت بوادر النصر في الأفق وحقق ابطال الجيش الوطني  والمقاومة الشعبية تقدما نوعياً في أكثر من محور باتجاه تحرير العاصمة صنعاء ووأد هذا الانقلاب الآثم  وجهنا لهؤلاء الأبطال الميامين الذين يسطرون أروع الملاحم ويروون بدمائهم الطاهرة تراب هذا الوطن الطعنات في ظهورهم عبر تقزيم وتشويه انتصاراتهم والتشكيك في قدسية المعركة التي يخوضونها وتشتيت الأنظار حول سمو الغاية والأهداف ونبل المقاصد الوطنية للحكومة الشرعية التي تقود هذه المعركة التاريخية لإستعادة الدولة واسقاط الانقلاب. 

رئيس الجمهورية المناضل المشير عبدربه منصور هادي الذي هو رمز الشرعية الدستورية وآخر حصون الدولة والجمهورية يدير دفة السفينة بكل اقتدار وسط كل هذه الأمواج العاتية التي تعصف باليمن والمنطقة ويواجه بحنكة ومسئولية تعقيدات الوضع المحلي وتقاطع المصالح الاقليمية والدولية ، ومعه نائبه الفريق علي محسن الأحمر الذي حمل سلاحه وذهب ليرابط في المواقع المتقدمة من أرض المعركة قرب نقيل بن غيلان بمديرية نهم على مشارف العاصمة صنعاء لرسم ملامح النصر القادم الذي ينتظره كل اليمنيون.

رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر والذي تولى رئاسة الحكومة في اصعب المراحل وبأقل الإمكانيات لإدارة دولة وكل طاقم الحكومة والمحافظين والقادة العسكريين والأمنيين والسياسيين والاعلاميين في المحافظات المحررة جميعهم يعملون في ظروف اقل ما يمكن وصفها بالخطرة، ترك هؤلاء منازلهم وأسرهم واصدقائهم ومصالحهم في العاصمة صنعاء وتجشموا عناء المخاطرة وحملو اعناقهم على أكتافهم ورحلوا نحو ما كان الجميع يعتبره "مجهولا" في معركة غير متكافئة مع مليشيا بإمكانات دولة ومدعومة من طهران. 

هذا المجهول لم يعد كذلك بفضل الدعم والأسناد الذي قدمه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز  وولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز .

وهاهي الشرعية تحكم سيطرتها على 80% من الأراضي اليمنية وتنصب عتادها على مشارف العاصمة المغتصبة صنعاء . 

الانجازات السياسية والاقتصادية والادارية والميدانية التي تحققت بفعل جهود كافة القوى المنضوية في تحالف دعم الشرعية، وقدسية المعركة التي نخوضها باعتبارها لا تعني فقط اليمنيين بقدر ما تنعكس بالسلب والإيجاب على مجمل الأزمات في المنطقة ومستقبلها الذي يُخطط لجعله رهينة بيد المشروع الايراني وأدواته بمن فيهم الحوثيين، يفترض أن يدفعنا جميعا للحشد والتعبئة ضمن معركتنا المركزية وخلف القيادة السياسية وابطال الجيش والمقاومة الشعبية لصناعة النصر الذي تبدو ملامحه في الأفق أو قاب قوسين أو أدنى.

وحتى يتحقق هذا النصر المؤزر فإن على الجميع توجيه طاقاتهم وجهودهم واقلامهم حيث يكمن الخطر والتهديد الحقيقي الذي يتربص بالجميع دونما استثناء وعدم الانشغال في قضايا ثانوية لا تخدم أحداً  الا الانقلابيين ومن يقف خلفهم. 
وعندئذ لكل حادثة حديث....