محمد عبدالله القادري
ليس تعصباً مع الحكومة الشرعية ودفاعاً عن باطل ولكن الحق يقال وكلما هو ايجابي فيها سنقف معه ونشيد به وكلما هو سلبي سننتقده ونرفضه ، ورغم اني اول المهمشين من تلك الحكومة التي احلم فيها بوظيفة تناسب عملي وتضحياتي واحصل على راتب يسد رمق جوعي ويسدد التزاماتي ، إلا ان الشائعة التي تدعي قيام الحكومة الشرعية بتهريب اموال من البنك المركزي في عدن وتم القبض عليها في جيبوتي تعتبر شائعة كاذبة ومفضوحة ومدحوضة ومخزية وذلك للأسباب التالية .
- الشائعة تدعي ان المبالغ المهربة قدرها 163 مليون دولار و180 مليون سعودي و 41 مليار يمني ، وهذا مبلغ مبالغ فيه ، ويا ترى لماذا اصبحت تلك المبالغ مختلطة بين العملة الامريكية والسعودية واليمنية ؟!
لماذا لم تكن كلها عملة امريكية او سعودية من أجل ان تكون قليلة في الحجم ليسهل عملية تهريبها ؟!
180 مليون سعودي يتم تهريبها من عدن للسعودية ، فهل عدن اصبحت الرياض والرياض أصبحت عدن !!
41 مليار يمني يتم تهريبها كرواتب موظفين للحكومة في الخارج ، وهذا المبلغ كبير كافي لمرتبات الموظفين في المناطق المحررة ، فهل أصبح كل موظفي المناطق المحررة في الخارج حتى يتم تهريب مبلغ كهذا لصرف رواتب ؟!!!
- الشائعة تدعي ان تلك المبالغ قامت الحكومة الشرعية بتهريبها كاعتمادات للحكومة والرئاسة ومرتبات !!
فيا ترى لماذا قامت الحكومة بتهريبها عبر البحر ولماذا لم يقدم طلب للمملكة بشأن نقلها و يأخذها رئيس الحكومة معه عبر طائرة وهو قادر على ذلك كونه جانب رسمي ورئيس حكومة وليس رئيس عصابة يرتكب من خلالها مخالفات قانونية حتى يلجأ للتهريب .
والأمر الآخر لماذا قامت الحكومة بتهريب تلك المبالغ عبر زورق وهي قادرة على ان تتعامل مع احدى شركات الصرافة وتحول من خلالها تلك المبالغ مجزأة ومفندة طالما وهي رواتب واعتمادات ، فعملية تحويلها عبر شركات الصرافة افضل وأسرع وانجح من المخاطرة بتلك المبالغ الكبيرة عبر التهريب .
- الشائعة تدعي ان السلطات الجيبوتية قبضت على تلك المبالغ بينما جيبوتي اصدرت بيان تنفي ذلك وتدعي ان من يروجون له يسعون لافساد العلاقات بين الدولة الشرعية وبينها .
وأيضاً تلك الشائعة قالت ان المبالغ تم تهريبها عبر زورق بحري ونشروا صورة لمبالغ مالية داخل غرفة ، فياترى لماذا لم يلتقطوا صورة للمبالغ وهي فوق الزورق وينشروها لو كانوا صادقين ؟!
اما تلك الصورة التي نشرت لمبالغ داخل غرفة فهي صورة مفبركة وامثالها كثير والحقيقة تقول ان الجهة التي تقف خلف تلك الشائعة هي من تملك تلك المبالغ والدليل الصورة .
بينما قالت تلك الشائعة ان الزورق يقوده ضابط من جماعة الرئيس هادي ، ومعه وثائق رسمية تؤكد على ان تلك المبالغ تم سحبها من البنك المركزي في عدن تحت توقيع رئيس الحكومة بن دغر ووزير المالية .... فيا ترى لماذا لم يقولوا لنا ما هو اسم ذلك الضابط ولماذا لم يلتقطوا له صورة بجانب تلك المبالغ وينشروها حتى نستطيع ان نصدقهم ؟!
بل لماذا لم ينشروا تلك الوثائق الرسمية التي حصلوا عليها مع ذلك الضابط ان كانوا صادقين ؟!
- من أكذب ما تدعيه الشائعة ان المبالغ كانت ستهرب للمملكة !!
ففي حالة اذا كانت المملكة ضد تلك المبالغ هل ياترى ان سلطات المملكة فاشلة إلى هذا الحد وغير قادرة على القبض على تلك المبالغ المهربة حتى تغامر الحكومة الشرعية في موضوع كهذا ؟!
وفي حالة موافقة المملكة على استقبال تلك المبالغ هل يا ترى ان قيادة المملكة عاجزة عن ان تأتي بتلك المبالغ عبر طائرة سعودية ؟! ام ان المملكة اصبحت عاجزة عن القيام بشيئ داخل عدن رغم انها قائدة التحالف العربي والسند الأول والأكبر للدولة الشرعية .. واذا كانت ستهرب إلى مصر فأيضاً مصر تمتلك اجهزة امنية قوية قادرة على منع التهريب ، أم اذا كانت مهربة لدولة اخرى فهذا كلام فاضي فالشرعية وحكومتها لهم تواجد في المملكة او مصر وليس في اي دولة أخرى .
الحقيقة تقول ان هناك جهات عرقلت وصول المبالغ التابعة للحكومة الشرعية إلى عدن مما جعلها لا تصرف المرتبات للموظفين ، ولا يستبعد ان تلك الجهات المعرقلة هي من تطبخ هذه الشائعة المزيفة المفضوحة الفاشلة .
بل ان الحقيقة تقول ان الحكومة الشرعية لو كانت قادرة على التهريب ، لهربت المبالغ التابعة لها والتي طبعت في روسيا إلى عدن كي تصرف مرتبات الموظفين وتتخلص من تلك القيود التي عرقلت وصول تلك المبالغ عبر عدم السماح لهبوط الطائرة التي تحملها في مطار عدن ... هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع .