عقلانية رئيس الوزراء
عدن على صفيح ساخن , هناك من يغذي نارها , ونحتاج من يعمل على إخمادها , هذا هو واقعنا في عدن حيث يصر البعض على البقاء أعداء , بل يشحن المجتمع بالعداء , يصر على أن نلعن بعض ونتفنن في ذلك بل يجتهد في البحث عن المبررات ونشر الإشاعات والتهم ونسج الحكايات التي تضع الأخر في قفص الاتهام وتصدر الأحكام وتترك التنفيذ للمتعصبين والجهلة والمتخلفين , لتغييب العقل وتغليب العاطفة وتحريك الغضب , لتنفلت الأمور , وينفلت الأمن , وتعم الفوضى , وتتاح الفرص للإرهاب والإجرام يمارس هوايته القتل والتفجير كما هو اليوم .
حتى احتفالاتنا ممزوجة بالرعب والخوف من المحتوم , مع قدوم الذكرى 30 لنوفمبر العظيم للاستقلال المجيد , والاحتفال بهذه المناسبة أزعج البعض , ولاحت في الأفق مواجهة , وكانت عدن على كف عفريت في اشتباكات البريقة , لولا تدخل العقل بالقرار الشجاع لرئيس الوزراء نختلف معه لكن في مثل هذه المواقف وجب شكره , عرف معدنه في تغريدتة على تويتر بنصها .
(لا نقبل سفك الدماء لكي نحتفل .. لن نحتفل وهناك من يرى في احتفالنا بالذكر الخمسين للاستقلال مشكلة .. لتعود القوات المسلحة إلى مواقعها .. وعلى المتقطعي بأن يدركوا أننا لا نرغب في المواجهة مع أحد أي حد. شعارنا الحوار ومراعاة الوضع ا لعام، هناك عدو أمامنا وفي أوساطنا عدو آخر. يقتل للقتل فقط. )
د. أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الوزراء عدن30-11-2017
قطع حبل الفتنة , والفرصة المتاحة للمغرضين , وانطفئ فتيل إشعال مواجهات , وعادت القوات لثكناتها , ليس ضعفا بل حكمة , عندما يتفوق هم الوطن والمصالح العامة والأولويات .
وخاصة ونحن في واقع مشحون مسمم , فاقد القدرة على ضبط النفس , يغلبه التهور والطيش فاقد للعقلانية, وتقبل المختلف والاختلاف ,زرعوا فيه الغيرة من التنوع , والحنين للماضي وفكره الأوحد للايدولوجيا والتعصب , جعلوا الناس تنظر من زاوية معينة , من ينحرف في نظره خان وتأمر .
لا يا هولا ليس هذا الجنوب الذي ينشده الطامحون والحالمون بالمستقبل , جنوب يستوعب كل الألوان ليكون صورة تسر الناضرين في واقعه ومستقبلة , في تجاوز ماضية وصراعاته وأحقاده وضغائنه , جنوب الدولة المدنية والمجتمع المدني الذي يرفض العنف واللجوء للسلاح كوسيلة لفرض رؤاه وقناعاته , جنوب مفتوح لكل الاختلافات ومتاح فيه كل الرؤى والقناعات , في ساحة تنافس شريفة وعفيفة لمشاريع ثقافية وسياسية مختلفة تنمي الوعي , وترفض التعصب والعنف وفرض أمر واقع بالبندقية ,أو تفجير الموقف في حرب أهلية لا فيها منتصر الكل فيها مهزوم وأولهما الجنوب .
كلنا غيورون على هذه الأرض و القضية , التي تراها من منظور ونراها من منظور مختلف , متفقون على الهدف مختلفون في السلوك والوسائل والأدوات , الحوار كفيل لنصل ونتوصل للغة مشترك وأسلوب مقبول و وسائل راقية في التعامل , بمبدأ لا ضرر ولا ضرار , لست أنت كل الوطن , أنت جزءا منه ولك شركاء لهم الحق في تقرير المصير , بصندوق انتخاب , يحتاج أن نتوافق على مؤسسات دولة واستقرار وضع , وتهيئة الساحة لذلك بمسئولية جماعية دون مناكفة وشحن واتهام .