" لكن لو " ... إسطوانة أنصار ( صالح ) المشروخة !!!

2017/12/01 الساعة 09:49 مساءً

أتذكر يوم أن إنطلقت فعاليات الهبة الشعبية المناهضة لحكم " صالح " قبيل إندلاع ثورة فبراير بإسبوع تمامآ ، قال لي أحد مناصريه ، أنه بات على قناعة تامة بفشل نظام " صالح " في إدارة شؤون البلد مجتمعة ، وأن هذا " النظام " قد وصل بالوطن إلى وضع مأزوم لا يستطيع أحد نكرانه ، وعليه فإنه شخصيآ مع هذا الحراك العام المنادي بسرعة إجراء إصلاحات واسعة في منظومة الحكم ، " لكن لو " أن المبادرين لتبني فكرة هذا الحراك الواسع كما قال قد تريثوا قليلآ في إختيار زمن التوقيت ..
وصاحبنا المتيم ب " صالح " ، " حسن " النوايا طبعآ يقصد هنا مواربة ، لو أنهم تريثوا حتى يتم الإنتهاء من إستكمال مشروع توريث الوطن لأحمد علي وكفى الله " المؤمنين " بعد ذلك شر القتال !!

* فور إنطلاق شرارة ثورة 11 فبراير الشبابية ، إنبرى لنا أنصار " صالح " مرة أخرى بتعليلاتهم السمجة والرافضة في مضامينها للثورة الوليدة وأهدافها المعلنة أيضآ ، بدواعي أنهم مع فكرة الثورة ومبرراتها " لكن لو " كان كما يزعمون محركوها ونواتها ، هم أصحاب الخبرة بفنون السياسة ومعتركاتها ، وكذا قواعد الإدارة وأبجديات علوم الإقتصاد ، وليس مجرد فئة من الشباب المتحمس الطائش التي لا تعي حسب مزاعمهم إلى أين تقود الوطن وأبنائه !!

* أيام قلائل فقط وبدأ واضحآ إنخراط كل فئات الشعب وشرائحه في فعاليات الثورة وعلى رأسها الأحزاب السياسية طبعآ ، ليبدأ الجماعة إياهم بالتشكيك بالثورة وبجدواها وعلى ذات منهجية وسياسة " لكن لو " وعلى هذا النحو :
نحن وكل الشعب مع ثورة الشباب " لكن لو " لم تلتحق بركب هذه الثورة الأحزاب " الفاسدة " ويقصدون طبعآ العدو اللدود ل " صالح " ولنظامه الفاسد والفاشل ، أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارض !!

* أسابيع تقريبآ والتحقت على خلفية جريمة مجزرة جمعة الكرامة وإنعكاساتها ، قطاعات واسعة من ألوية الجيش والأمن بثورة فبراير ، وعلى رأس قائمة هذه التشكيلات كانت الفرقة الأولى مدرع وقائدها اللواء علي محسن الأحمر ، ليجد أنصار صالح فرصتهم التاريخية عبر إرتفاع أسهم إسطوانة " لكن لو وفلسفتها الحاقدة " وباستراتيجية تكتيكية من نوع آخر هذه المرة ، من خلال دغدغة للمشاعر لا تخلو من خبث التوظيف الكبير ، وبلغة نحن كنا حتى اليوم مع الثورة قلبآ وقالبا " لكن لو " لم يسرقها عليكم علي محسن بانظمامه إليها !!

* أقل من شهر تقريبآ وبدأ الحديث يدور حول " المبادرة " الخليجية ، لتعيد جوقتهم الجوفاء عبارة نحن معكم يا ثوار " لكن لو " لم تكن هناك أحاديث عن مبادرة وعن تدخل الأجنبي فيها !!

* دعموا تحالف زعيمهم " صالح " الإنتهازي وجيشه العائلي مع الحوثي في حربه ضد الوطن حاضره ومستقبله ، ويوم أن تدخل التحالف العربي من خلال عملية " عاصفة الحزم " هبوا يذرفون زيفآ وخداعآ دموع التماسيح ، بدعاوى أنهم لم يكونوا ليقفوا يومآ مع الحوثي ومشروعه التدميري بحق الوطن ، " لكن لو " أن الشرعية لم تتجرى على إستدعاء تدخل الأشقاء ، للمساهمة في عملية إستعادة الدولة ومؤسساتها ، وأنهم أي أنصار " صالح " لا يدعمون الإنقلاب وحربه العبثية تلك ، إلا من باب دفاعهم عن الوطن ضد العدوان الأجنبي كما يدعون، متناسين أن الحوثي إستهل حربه الظالمة على الوطن في مطلع العام 2014 م ، من خلال تهجيره بقوة السلاح لأبناء دماج ، ثم واصل حربه التوسعية الغير مشروعة ، حتى إنقلب كلية على الشرعية ومؤسساتها بعيد إجتياح مليشياته المسلحة للعاصمة صنعاء ، والسيطرة بمساعدة " صالح " ووحداته العسكرية وأمواله ونفوذه القبلي ومراكز قواه ، على معسكرات الجيش والأمن ونهب أسلحة الدولة ، ومحاصرة الرئيس في إنقلاب متكامل الأركان في 21 سبتمبر 2015م ، وأنه ظل يتمدد في كل المحافظات الشمالية والجنوبية بلا استثناء ودون أدنى مبرر أو مسوغ ، حتى بلغ به غروره لاستخدم الطيران الحربي لملاحقة الرئيس الشرعي بل وتهديد حياته عبر قصف مقر إقامته في عدن بعد مغادرته مرغمآ العاصمة صنعاء، ليتم بعد ذلك إستدعاء التحالف ولتنطلق عاصفة الحزم في 26 مارس 2015 م وليس قبل ذلك ، وبعد إستنفاذ كآفة سبل البحث عن مخارج على المستوى الوطني لكارثة الإنقلاب وتبعاته المأساوية والماحقة .

* اليوم وبعد أن بدأ الخناق يضيق حول رقبة " صالحم " الذي سلم للمليشيات وعلى طبق من ذهب وطنآ بكل مقدراته بدوافع الحقد والإنتقام والتشفي ليس إلا ، نسمعهم أيضآ وبدون خجل يرددون إسطوانتهم القديمة :
نحن مع الشرعية كبديل ومخلص للوطن في مواجهة مشروع الأئمة الجدد " لكن لو " أن منظومة الشرعية تمتلك مقومات الصمود التي يمتلكها " الزعيم " في مواجهة الحوثي ومليشياته !!!

* ختامآ نقول لأصحاب ( مشروع ) " لكن لو " لذر الرماد على العيون :

كان بإمكاننا أن نكون وإياكم والوطن وعلى النحو الذي نصبوا ونتطلع إليه جميعآ، وقد سنحت فرص تاريخية عديدة لأجل تحقيق ذلك ، " لكن لو " كان في طالحكم نفحة من صلاح وتغليب لمصلحة الوطن على مصالحه ومشاريعه وأجنداته الضيقة ، وكان كذلك في أمثالكم ذرة من مسؤولية وتغليب لمستقبل الأجيال وولاء لليمن الأرض والإنسان !