محمد عبدالله القادري
قبائل صنعاء تحب المال فقط ، وتقف مع الأقوى ، وتميل للخيانة والخنوع والذل ، ولم تتصف بأخلاق القبيلة اليمنية المعروف عنها بالوفاء والمروءة والنصرة ، وان كان هناك من ابناء بعض هذه القبائل من يتصف باخلاق ومواقف ايجابية ، إلا انهم قلة لا يغيرون الطابع العام والسائد على مناطق تلك القبائل ، ولعل ما فعلته من موقف سيئ مع الرئيس السابق صالح خير دليل ، فلقد استخدمت معه اسلوبان في آن واحد .
- وعدته بالوقوف معه ضد الحوثي وكان الأولى بها ان لا تعطيه صدر الضمان من البداية ما دامت عاجزة عن الوفاء بالوعد .
- خانته عندما تواجه مع الحوثي وكان المفروض ان لا تخون .
ولهذا حلت اللعنة التأريخية بهذه القبائل التي ستظل مؤرخة إلى أبد الآبدين .
هذه القبائل أحسن لها الرئيس السابق ، واكرمها بالاموال ، واعطاها المراكز الكبيرة داخل الدولة حتى جعلها في عهده هي الدولة ، مما مارست الفساد والافساد والنهب والاختلاس وكانت سبباً رئيسياً لضعف الدولة وعائقاً كبيراً امام نجاحها في عهد صالح كما كانت في خيانتها سبباً كبيراً في ضعفه امام الحوثي ونهايته السريعة .
لم تقدر تلك القبائل كلما قدمه صالح لها ولم تراعي العهود والمواثيق التي ابرمتها معه ، كانت تبدي وقوفها مع صالح في الرخاء ولكنها تخلت عنه في ساعة الشدة التي يظهر فيها الاوفياء ويعرف فيها الرجال.
في الفترة الاخيرة من حياة صالح بعد تخليه عن السلطة ، كان ينظر لهذه القبائل بأنها الحصن الحصين الذي سيحتمي به ، وظل على تواصل دائم بها ومكرماً لها بالأموال ، وعندما اختلف صالح مع الحوثي تواصل مع تلك القبائل وصرف لها مبالغ كبيرة مقابل وقوفها معه ضد الحوثي ، ولكن الحوثي أجرى تواصله معها وطرح لها وعداً بدفع مبالغ كبيرة تقدر بستة عشر مليار في حالة عدم وقوفها مع صالح ، فقبلت تلك القبائل وعود الحوثي وخذلت صالح وقعدت تنظر إليه وهو يواجه الحوثي بمفرده مع بعض من عائلته وقلة من حراسته حتى سقط قتيلاً ، وبعد نهاية صالح لم يوفي الحوثي بوعده لتلك القبائل ولم يعطيها شيئ من المال .
ما فعلته قبائل صنعاء من موقف خذلت فيه صالح وساندت الحوثي ليس بغريب عليها ، فلو نظرنا إلى تأريخ هذه القبائل منذ القدم سنجد انها تقف مع الاقوى وتدعي حب من يدفع لها المال ، ولو استطردنا مواقفها التأريخية الموثقة في كتب التأريخ والتي خطها بعض الكتاب المؤرخين سنجد ان موقف قبائل صنعاء اليوم يتطابق مع موقف اجدادها بالأمس ، وحسبنا ان نستطرد بعض من تلك المواقف منذ بداية الإسلام حتى اليوم .
أسلم حاكمها باذام بن بهرام فأسلمت..فلما ادعى الأسود العنسي النبوة (وهو عبهلي من عباهلة اليمن وملوكها) آمنت به وارتدت معه.
فلما قُتل الأسود وجاء مدد أبي بكر رضي الله عنه أسلمت من جديد.
جاءت الدولة الزيادية وتغلبت فاستسلمت وصارت زيادية فلما ضعفت الدولة الزيادية امام الدولة الصليحية استسلمت للصليحين وأنهى الصليحي كل حكم سني أو زيدي فيها فصارت صنعاء صليحية.
واستسلمت بسهولة للأيوبيين..فلما تغلب بنو رسول على اليمن صارت رسولية ثم استسلمت لأبناء عبدالله بن حمزة(زيدي) وباعت حاكمها الإمام المهدي (زيدي أيضا) وقتلوه شر قتلة ودفنوه في مكان نفايات.
وبعدها استسلمت بسهولة للسلطان عامر بن عبدالوهاب الطاهري رحمه الله تعالى وخذلت الامام الناصر وباعته ونقله السلطان الطاهري من صنعاء مع نسائه وأسرته إلى تعز وأعطاه قصراً هناك أبقاه فيه فلم تمنع قبائل صنعاء التي كانت بالأمس تحت حكمه ترحيله أو تحاول فك أسره لأنها صارت طاهرية .
ثم جاء الجراكسة المصريون فاستسلمت لهم مع أنهم ارتكبوا في صنعاء المجازر وسلبوا ونهبوا ، حتى جاء العثمانيون فاستسلمت لهم وصارت عثمانية بامتياز ،
ولما ضعف العثمانيون قاموا مع الإمام يحيى ضد العثمانيين وقتلوا العثمانيين ونكلوا بهم لأن الإمام أعطاهم وعودا براقة فقتلوا الجنود الأتراك ومالوا للإمام.
وبعد أن اتضح لهم زيف وعود الإمام قالوا:ياحياءنا من العثمانيين
وياخجلاه من الأتراك .
وعند مقتل الإمام يحي صارت صنعاء ثورية دستورية .
ولما جاء الإمام أحمد متغلبا ثارت معه ضد الدستوريين حتى إن شيخا من كبار مشائخ صنعاء كان يبكي على الإمام يحيى ويذم الثوار ويسبهم فجاءه رسول الثوار بصرة فيها مال
فمسح دموعه، وسال لعابه وأخذ يدعو لجميل جمال العراقي (أحد قادة الثوار). كما ذكر ذلك الشامي في رياح التغيير.
صفقتْ للحمدي ووالته ثم حذفته بسلة النسيان.
وفي عام 2014 رحبت بالحوثي وساندته .
ويتكرر الأمر نفسه اليوم.فقبائل صنعاء عاشت سابقاً على مائدة صالح واعتمدت ثم انقلبت عليه وتخلت عنه لأن خصمه أقوى.
وغداً ان جاءت الشرعية ستقف ضد الحوثي وتساند الجيش الوطني ... هذه هي قبائل صنعاء وهذا هو تأريخها .