*************************
عندما قدم الكهنوت من جبال مران كانت هناك أسباب ومسببات لعودته بعد أن خفت بريقه ردحا" من الزمن وأفل نجمه . ومن هذه الأسباب وأهمها أن الجمهورية والجمهوريين أنذاك قبلوا أن يبقى بعضا من جلاوزة الكهنوت في أروقة الدولة الناشئة
وحصلوا على مناصب عليا ضمن تسوية أعطتهم بعض الكينونة استطاعوا من خلال تواجدهم في مؤسسات الدولة أن يعيدوا صياغة أنفسهم وترتيب أوضاعهم حتى بلغوا مرحلة التمكين فانقضوا على الدولة واسقطوا مؤسساتها وهيئاتها ودوائرها في لحظة فارقة من تاريخنا المعاصر إستطاعت هذه الشراذم أن تستغل تجاذبات الأحزاب ومناكفاتها وتعدد مساراتها السياسية في الأطباق على العاصمة وأسقاطها والانطلاق بعد ذلك إلى المحافظات الأخرى وهانحن اليوم نخوض غمار حرب ضروس مع هذه المليشيا التي أردت البلاد وانهكت العباد ورهنت الوطن لمشاريع خارجية وانهت مكنوناته وتنفذت على مقدراته .
ونحن في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ أمتنا اليمنية يجب علينا كأحزاب وتنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني والمشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية وعموم فئات الشعب أن نلتف حول القيادة السياسية ممثلة بفخامة المارشال عبدربه منصور هادي والذي يمثل الشرعية الدستورية المنبثقة من إنتخابات شعبية وهذه الشرعية هي ضمير أمتنا النابض والتي لانقبل المساومة عليها إيمانا منا انها تنطلق من طموحات شعبنا اليمني الصابر التواق للحرية والعيش الكريم ..
إن التفافنا حول الشرعية والإنطلاق من خلالها يعتبر ضرورة وطنية وتاريخية ورفضنا للمشاريع الصغيرة التي يحاول المارقون إختزال الوطن من خلالها ونحن كقوى سياسية وتنظيمات حزبية و منظمات مجتمع مدني نرفض هذه الهرطقات التي تفتت الوطن وتشظيه فالحوثيون بفكرهم القميء المستمد من الحوزات الصفوية وكل من سار على ركبهم واقتفى أثرهم كل أؤلئك لايهدفون إلى الارتقاء بالوطن بقدر ما يفكرون بالتسلط والإستحواذ وهناك رابط بين الحوثيين في صنعاء ومجلسهم السياسي الهجين وبعض المكونات في بعض المحافظات هذه المجالس لاتعبر إلا عن إفلاس أصحابها وارتهانهم للخارج الذي يرسم لهم السيناريوهات وينطلقون من خلالها وينفذون أجندات من شأنها تقويض السيادة الوطنية ..
لامناص لمن أراد الخلاص من شر هذه الميليشيا أن يلتحق بركب الشرعية فهي المخولة شعبيا وعربيا ودوليا بالتحدث والعمل باسم الشعب اليمني وهي التي تمثل اليمن الكبير اليمن الاتحادي بكل أطيافه ومكوناته وهي التي تعمل جاهدة" لاستعادة الدولة من براثن شذاذ الآفاق القادمين من عمق الظلام والتخلف والجهل أولئك الحمقى الذين يدعون أن لهم حق الهي وإرث نبوي ويقتلون الشعب بحجة الإصطفاء والتميز وأنهم العرق الأنقى و بهذه النظرية فتكوا بالشعب وقمسموا المجتمع إلى قسمين سادة لهم كل شيء وقبيلي تابع أشبه بعبد ليس له اي شيء أفكار ما أنزل الله بها من سلطان يدلسون بهذه الخزعبلات على عوام الناس ويستغلون العاطفة الدينية لحب آل البيت .
ونحن اليوم وكل يوم ومنذ أن وطأت تلك الأقدام الهمجية تراب أرضنا الطاهرة نؤكد لقيادتنا السياسية الشرعية أننا سائرون في ركبها لتحرير الوطن كل الوطن من هذا الكهنوت السلالي البغيض وهذا عهد علينا إيمانا منا بنبل الهدف وسمو الغاية وهدفنا وغايتنا تخليص شعب كريم تداعت عليه كلاب الساسان كما تتداعى الأكلة على قصعتها وقد آن وقت الخلاص فالنصر صبر ساعة وقد أزفت الآزفة وحان رفع العلم الجمهوري من على جبال مران وعد قطعته شرعيتنا على نفسها ونحن معها في الإيفاء بالوعد تحقيقا لآمال الجماهير في الخلاص من هذا الكابوس الذي جثم على صدر الأمة طيلة ثلاث سنين دمر الكهنوت فيها كل مكنونات البلاد وهدم أساسات الدولة وقوض أمن الشعب واستقراره وقضى على مقومات الحضارة واعادنا الى عصر الإمامة عصر التخلف والمرض والجهل ما أشبه هؤلاء باؤلئك لأنهم ينطلقون من مشكاة واحدة أيها الحوثيون لامقام لكم بأرض الجنتين أرض سبأ وقتبان وحمير وحضرموت أرض عربية لاساسانية ولا ينبغي لها إلا أن تكون عربية
عبدالناصر بن حماد العوذلي
21 يناير 2018