عصف ذهني لمأساة اليمن.*

2018/02/25 الساعة 11:04 مساءً

*

*عبدالوهاب طواف. سفير يمني سابق*

إليكم خلاصة لقاء مجموعة مصغرة من المهتمين والمتابعين للملف اليمني، وهم يمثلون مدارس فكرية مختلفة.

*. الحوثيين يعانون من عزلة داخلية وخارجية، ونقص في العدد والعدة في الجانب العسكري.
*. يعاني الحوثه من نقص في المقاتلين، ومن تصاعد رفض الناس لإلحاق أبنائهم بالجبهات.
*. يعاني الحوثه من رفض مجتمعي لهم في المساجد والقرى، ونفور من ملازمهم وأفكارهم الطائفية المستوردة من إيران ومن مجاهل وقعر التاريخ؛ وهذا أمر محرج ومربك لهم أمام الداخل والخارج.
*. هناك قناعة دولية بإن مليشيا الحوثي ليست قادرة أو راغبة بالتحول إلى حزب سياسي ولا يمتلكون مشروع بناء.
*. هناك قناعة دولية بإن مليشيا الحوثي كيان بعدة رؤوس؛ وصار همهم وغايتهم الإستمرار في الحكم عبر الفوضى وإستمرار الحرب.
*. عبدالملك الحوثي هو مجرد فتى غِر لا يفهم في السياسة شيئ والخِبرات العسكرية والسياسية والإعلامية الإيرانية هي قاربهم  الوحيد.
*. يحاول الحوثه الخروج من عزلتهم الدولية عبر إحراج العُمانيين بلطلبات ترتيب لهم مواعيد مع أطراف دولية فاعلة أو بالأعتماد الرئيسي على جهود وتحركات حليفهم الأستاذ علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية؛ عبر منظمة بيرجهوف الألمانية لمحاولة كسر عزلتهم وتقديم الحوثه للمجتمع الدولي كطرف سياسي حاكم وحيد لنصف اليمن. 

*. تمكنت الإنتفاضة الشعبية بقيادة المؤتمر في ال 2 من ديسمبر بإضعاف الحوثه شعبياً وعسكرياً.
*. تصفية الزعيم صالح أصاب مليشيا الحوثي في مقتل؛ وعزز جبهة الشرعية.
*. الحملة الإعلامية الحوثية ضد الشهيد صالح وأبناءه والمؤتمر والمدعومة إيرانياً قطرياً هي محاولة لتحسين صورتهم داخلياً وخارجياً لتلافي الضرر الذي أصابهم في 4 ديسمبر الماضي.
*. مايحدث في الجنوب من ممارسات ورفض للشرعية يصب في صالح إطالة أمدّ حياة مليشيات الحوثي الإيرانية ويدفع بالجنوب إلى مربع الفوضى والعنف.
*. الحوثه مستميتين على الدفاع عن الحديدة كشريان مالي لهم وعلى نهم كبوابة للعاصمة صنعاء.
*. هناك خسائر بشرية كبيرة في أوساط مليشيا الحوثي؛ وأصبحت الحرب ثقب أسود يلتهم قياداتهم والمغرر بهم من الشعب اليمني.
*. هناك ضرورة وطنية لرفع العقوبات عن أحمد علي عبدالله صالح لما في ذلك من إسهام في ترتيب أوضاع المؤتمر والإسهام في جهود إستعادة الدولة. 
*. عودة المؤتمر الشعبي العام إلى الواجهة سياسياً سيحدث توازناً إيجابياً في الساحة اليمنية، خصوصاً أن شريحة يمنية واسعة تتخوف من سيطرة الأحزاب والكيانات الدينية على مقاليد السلطة مستقبلاً ( إخوان؛ سلفيين) وبالتالي بقاء الصراع على السلطة مستمراً وبقاء اليمن نقطة ساخنة ومنطقة عبور لأذى الخليج.
*. يظل أداء الحكومة الشرعية محل قلق وباب فساد يرهق الشرعية ويبدد إمكانياتها السياسة والعسكرية، وهناك خشية من تحول الحكومة الشرعية إلى مجرد حكومة شرعية وطرف كبقية الأطراف نتيجة الأداء الضعيف لهم.
*. هناك ممارسات مناطقية بشعة تُمارس في مؤسسات الدولة في الحكومة الشرعية لصالح الجنوب تطال أبناء الشمال، وهذا الخلل يؤثر سلباً في جهود إستعادة الدولة. 
*. قصور الحكومة الشرعية في معالجة هموم ومطالب الناس في المناطق المحررة والفشل في إدارة ملف الجرحى والمغتربين، وعدم دفع مستحقات الطلاب في الخارج يضعف من شرعية الشرعية أمام المواطن والمقاتل اليمني.
*. إستمرار بقاء قيادات الشرعية في الخارج يفقدها الشرعية والمشروعية في نظر الشعب اليمني والمجتمع الدولي، وهي نقطة ضعف قاتلة تهدد مشروع إستعادة الدولة.
*. ترك الجنوب في حالة غليان بدون حسم الخلاف مع المجلس الإنتقالي الجنوبي يطيل من عمر الصراع ويقوي وضع الحوثه داخلياً وخارجياً.
*. تأخر الإصلاح في تبنى خطاب تصالحي مع بقية القوى السياسية اليمنية يطيل من أمدّ الصراع في الشمال والجنوب، ويرسخ حالة من عدم الثقة بين رِفاق حملة لواء إستعادة الدولة.
*. هناك هوة بين الشرعية من جهة وبين المؤتمر من جهة أخرى والتأخر في ردمها سيخلق تعقيدات إضافية أمام جهود إستعادة الدولة. 
*. إذا لم يحدث خلال شهر مارس القادم إختراق وتبديد لحالة المراوحة "عسكرياً" فإن معاناة الشعب اليمني كُتب لها أن تظل مستمرة إلى أجل غير منظور.

خلاصة الخلاصة
لم يعدّ للحوثه مرتكزات للبقاء أو إطار للمناورة أو قضية للدفاع؛ فقط سياسات وممارسات خصومهم هي السبب في البقاء أو الزوال.

لندن 
25 فبراير 2018م