هؤلاء الخمسة، مدانون

2018/03/24 الساعة 12:46 صباحاً

 

منصور باوادي

منذ فجر الوحدة، وليس هناك غير الاشتراكي والمؤتمر، ثم انضم الإصلاح إلى العربة، وكانت أولى جولات الثلاثة حرب 94.

هُزم الاشتراكي وصار مثل كسرة الميزان، يستخدمه الشريكان -المؤتمر والإصلاح-، ضد بعضهم البعض عندما يريد أحدهما الاستقواء على الآخر.

ثم ظهرت حزمة من الأحزاب الورقية، وكان محدد لها أن تؤدي دور المتفرج أو المهرج، بينما الساحة كانت تحت سيادة الشريكين يتصرفان فيها كأملاك خاصة، لا شريك لهما، وأما حال تلك الأحزاب، فكانت تتنقل بين العربتين، تقفز هنا تارة وهناك تارة، وفق ما تمليه مصلحة الشريكين لا الوطن.

ظهر اليمن حينها وكأنه بلد يمتطي ظهر الديمقراطية، أي ما يطلق عليه بالبلد التعددي، لكن هذا في الظاهر ، بينما الباطن ينخر فيه صراع النفوذ والاستقواء والصوت الواحد وخاصة بين الشريكين.

هنا برز على الساحة الحراك الجنوبي، وكان حضوره على أثر استحقاق شرعي لا يختلف فيه اثنان، لكن الأمر لم يبق على هذه الصورة، إذ سرعان ما أُختُرِقَ الحراك، وتمت جرجرته ليفرغ من مضمونه وقضيته وبات مطية للشريكين يلعبان به كيفما شاءوا، حتى أصبح كالاشتراكي لحظة خروجه من حرب 94 أي (كسرة ميزان).

ولم تهدأ الساحة اليمنية أبدا، بل زادت تعقيدا بعد فبراير 2011 بما يسمى ثورة الشباب، التي ولدت كالمولود الخداج، الذي لم يكتمل نموه بعد،  ودخل في الخط لاعب جديد وهو الحوثي، ليزيد جراح اليمن، ويوسع دائرة المتنفذين، ويضرب على وتر الحقوق والخدمات والشعب المسحوق، لكن الغريب في الأمر أنه لم يكن لقمة سائغة كالاشتراكي، ولم يكن ظهرا مذللا للركوب كالحراك، بل سرعان ما أصبح أحد أقوى اللاعبين في اليمن، فرض نفسه كطرف قوي بدعم خارجي، ليكون أحد الأطراف التي تتحلق حول القصعة، وفي ظرف يسير صار متربعا على عرش نصف اليمن.

هذا هو حال اليمن اليوم، وهؤلاء الخمسة هم المدانون أمام التاريخ والأجيال القادمة، وكل ما حل باليمن وأهله فهم شركاء فيه.

هؤلاء الخمسة لم يكونوا أبرياء بما يكفي، وكلهم استقوى بالخارج على الداخل، ونفذوا أجندات الخارج ليفرضوها على الداخل، حتى صار اليمن في عداد الدول الفاشلة.

هؤلاء الخمسة لازالوا يعبثون باليمن، وأي تمزق لليمن لاحقا فهؤلاء هم من أشعل جذوته وقدح شراراته.