خنجر في قلب الشرعية وخاصرة الاشقاء .. اسمه طارق

2018/04/20 الساعة 08:10 مساءً


 
?عبدالحفيظ الحطامي
عن طارق عفاش ، ومليشياته المنضوية تحت مليشيات الحوثي ، اذ لاتزال تقتل اليمنيين في تعز وتقصف المدن اليمنية والسعودية معا ، طارق حفتر اقصد طارق عفاش ، المشهد المغاير لمسار القضية اليمنية ، يراد استنساخ حفتر في اليمن ، ومحاولة ايجاد بديل للشرعية واستنساخ سلطة اخرى لا تعترف بشرعية منتخبة كما حدث في ليبيا ، وتمزيق اليمن بين شرعية وقوة سلطة امر واقع ، مرتهنة بقراراتها للاجندة لا تخدم سوى الانقلاب واجندته الايرانية ، استنساخ قوات بعيدا عن شرعية الرئيس هادي وحكومته وسلطته وحلفائه السياسيين ، والجيش الوطني والمقاومة الشعبية ، منحى خطير يقود الى مزالق ومتاهات باليمن ودول الجوار ،  جهات اقليمية بدأت تهيئ قوى وتيارات سياسية جاهزة لان تدعم هذا الدور الذي يأخذ شكل الفنتازيا والجنون والعبث بتضحيات اليمنيين .
طارق عفاش اعد لمهمة واحدة ، هي قتال الشرعية ، لا قتال مليشيات الحوثي ، وما يدور في الساحل الغربي وبالذات في معسكر خالد الذي سبق وان حرر ، لتعود المعارك اليه بعد انسحاب قوات الجيش من محيطة منذ اشهر ، وما سبق ذلك من ضعوط تمارس بحق قيادات جنوبية وتهامية للقبول به كخيار ، وكل ما يحدث في معسكر خالد مجرد محاولة توطين طارق حفتر اقصد طارق عفاش وايجاد قاعدة له لقتال الشرعية ، وان بدى ظاهريا قتاله للحوثيين كما تريد ان تصوره بعض الجهات .
وما يؤكد ان طارق لن يقاتل الحوثيين ، هو ايجاد قاعدة له في معركة بعيدة عن قتال الحوثيين ، فجبال نهم شرق صنعاء ، اقرب لطارق من سهول وتباب  الساحل الغربي ،  كان عليه ان يلتحق بركب ابطال جبهة نهم وجبالها ، لقتال الحوثيين ، على الاقل ليكون قريب من مناطق كانت محسوبة على عائلة عمه صالح .
ان يتم تلميع طارق حفتر اقصد طارق عفاش ً للاتجاه نحو تعز او الحديدة ، فشعبيا تاريخ الرجل محروق لانه ذات يوم شتم هو وعائلته  ابناء تعز وحرض عليهم وقصفهم وحاصرهم  وارتكب جرائم حرب بحقهم ، اما في الحديدة فموقف طارق عفاش ، في الخوخة ومعه قادة مليشيات الحوثي متحديا الجيش والتحالف قبل شهر من مقتل عمه ،  مؤكدا ان اللجان الشعبية وجيشه قادر على نقل المعركة الى داخل الرياض ، ويبدوا ان مالم يتحقق لطارق من داخل ارتباطه بالمليشيات ، وادواته التي لا تزال تقاتل الى جوارها ،  سيحققها هذه المرة تحت لافتة الخدع والمكر السيئ ، ليحقق مايريد وينقل المعركة الى حيث تريد مليشيات الحوثي واجندتها الايرانية .
طارق حفتر اقصد عفاش ليس مقبولا في تهامة فتاريخه اسود بعد قيام ادواته بقصف حيس والخوخة ، ونهب مليشياته لايرادات الحديدة ،  واستيلاء عائلته على اراض ومزارع ابناء تهامة على امتداد 3 عقود ونيف من حكمهم البائد ، كل ذلك يؤكد استحالة القبول به ليكون قائدا في تهامة فتهامة بها الف قائد واكثر نزاهة ووطنية وحماسا وعقيدة قتالية ضد مليشسات الحوثي واجندتها الايرانية ،  لم يعد ابناء تهامة قادرين على تحمل رزية اخرى وخوض تجربة اخرى من نوع علي عفاش واسرته ، ولن يغامر احد من ابناء تهامة في الانصياغ لضغوط تقبل طارق عفاش ، ومن سيلحق بركبه سيفقد مصداقيته وسيكون محل لعنات ابناء الحديدة وتعز ، على طارق ان يلتحق بجبهة نهم لقتال الحوثيين ليزيل العار الذي الحقت به وبعائلته مليشيات الحوثي ، ان كان جادا في قتال الحوثين ، اما ان يقاتل من مناطق لا تعنيه فالامر محاولة اعادة انتاج كل اسقام وامراض وحقارات ومراوغات وازمات وفساد الماضي .  
طارق لن يكون حفتر وان اريد له ان يكون كذلك ، ويستحيل ان يقاتل معه احد عدا بعض المخدوعين الذين سينفضون من حوله ، ذات يوم بعد ان يدركوا حجم المشروع التدميري لليمن واشقائه في دول الجوار ، 
طارق قد يقاتل الحوثيين وتبعث من حوله هالة وغبار وزعيق اعلامي وتلميع لن يصمد طويلا ، اما نوايا وحقيقة الرجل الذي سيقاتل الشرعية وسيوجه بنادقه في وجوه اليمنيين وكل من قاتل وضحى في قتال مليشيات الحوثي التي لاتزال تقاتل وتقتل اليمنيين بسلاح طارق وعائلته .
 
طارق عفاش من المفروض ان يكون اسمه من اليوم فصاعدا طارق حفتر اليس من الواضح ان جهات تعيد انتاج هذا الكارثة  في اليمن ، الذي لم يعترف بالشرعيه والذي لا تزال قواته تقتل الابرياء في كل محافظه من المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة المليشيا الانقلابيه والان جيئ به عبثا لمحاربة الحوثي بقوات من نفس النسيج الذي لا يزال في الطرف المعادي قد ربما يكون فعلا يريد قتال الحوثي ، كما يروج ولكن ليس لاجل اليمن وشرعيته وسيادته وامنه واستقراره ونهضته ، بل من اجل ان يكون انقلابا جديدا في ثوب اخر ، وتحت مسمى اخر مثل الذي حدث في العاصمة المؤقته عدن والذي دعم بقوات من قوات طارق نفسه ، من الان فصاعدا سنتوقع سماع انشقاق عدد من قوات الحرس الجمهوري عن الحوثيين وتسليم انفسهم الى طارق وسينهزم البعض الاخر ليتنظروه حتى يصل اليهم وصول المنتصر ، فقوات طارق  2015 (النسخة الاصلية) هي من تحارب قوات طارق الجديدة  2018 م ، تخيلوا حجم الكارثة التي تتخندق خلف قناعات معدة ، بهكذا خدع سينمائية وفبركات ، سيسقطها اليمنيون بحنكتهم باذن الله تعالى  .
وهكذا نحن امام سيناريو ضالعة ايران في رسم مشهده الغامق. ومغلف للاسف تحت غطاء ولافتات جديدة ، وهو ماقد يعقد المشكلة اليمنية ويضاعف من اتساعها ويدعم ويقوي مليشيات الحوثي على حساب الشرعية والتحالف .
يجب عل الشرعية ان تتنبه لاي كيان عسكري يتشكل خارج اطار الشرعية ، فإنه سيغدوا خدعة اخرى تضاف الى الاحزمة والنخب الامنية ، للاطاحة بالشرعية ، طارق سيكون نصلا مسموما غادرا في قلب الشعب اليمني وفي ظهر وخاصرة الاشقاء ..