عكازة وقلم" بلاغ لكل احرار العالم ..

2018/05/04 الساعة 02:02 صباحاً

 

?عبدالحفيظ الحطامي
هذا ما يحدث في الثالث من مارس كل عام ، في العالم  صحفيون بكامل هندامهم ولياقتهم الصحفية يقبلون  اطفالهم ، ويغيرون هندامهم احتفالا بيوم الصحافة العالمي ، في اليمن ومنذ 3 سنوات والرابعة ندلف اليها موجوعون تتكور في حلوقنا كل مرارات العالم ، بعد ان صار الصحفيون في اليمن ، قتلى جرحى ومغيبون ومختطفون ومعذبون ومشردون وملاحقون بتهمة الحرية ، لا شيئ نمتلكه من قضيتنا المهدورة كصحفيين في اليمن ، سوى وقفات احتجاجية كأقل ما يمكن فعله ، ازاء هذا الصمت المخزي للواقع الذابح للصحفيين في اليمن ، بيانات تكشف عن حجم نزيف الصحفيين ، ومناشدات وتصريحات تتحول الى لعنات وعار  في كل جبين ادعياء الحريات والديمقراطيات والحربات الصحفية ، نسي العالم ويتناسى المختصون في دوائر الفعل الصحفي والحقوقي في العالم  ، بأن الصحفيين في اليمن بين قتيل وجريح ومشرد وملاحق بتهمة ممارسة العمل الصحفي ، وآخرون تحت مقاصل وغرف التعذيب الوحشية التابعة لمليشيا يقف العالم الحر ازاءها متفرجا صامتا ، وهي تصفعه متحدية كل قوانين العالم وتشريعاته التي تجرم انتهاكات الحريات الصحفية  ، وتدوس على الحريات الصحفية ، وتسحق كرامة الصحفيين في سجونها . وتعيدنا الى عصور البيداعوجيا .
كنت اسأل نفسي اليوم وأنا احدق في حدقات زميلنا الصحفي اكرم توفيق القدمي ، وفي داخلي سؤال بهيئة نصل، اي حقوق وكرامة بقيت للصحافة والصحفيين في العالم ، وما يحدث في سجون ومعتقلات المليشيا في اليمن بقعة سوداء في تاريخ الحريات الصحفية في العالم ، عار ستلاحق كل ادعياء الحقق والحريات ، وهم يكتفون بالفرجة والادانات السمجة ، ماذا يفعل الصحفي عندما يتهشم كل شيء في داخله  ؟ عندما تصبح الأغاني و القصائد والكلمات سخيفة في  عينيه ؟ وهو يقف مشدوها قلقا ، اذ تمر الايام والشهور والسنوات وصحفيو اليمن مغيبون قسريا في سجون مليشيا تعيش بعقلية قروسطية مأسورة الى حيواة منوية سحيقة ، دونها الانسان عبد يستحق الاعدام  ، ماذا يفعل الصحفي عندما يصطدم بمواقف بارده من زملاء المهنة في العالم ؟ 
 اي خذلان ذابح يشعر به حد الطعنة ؟ ماذا يفعل عندما يفشل في فعل أي شيء ؟ ازاء ما تمارسه مليشيات الموت بحقه ، والعالم كأنه في معرض للفرجة ،  وليس للتضامن الانساني والاخلاقي ازاء مأساة الصحفيين في اليمن التي تتسع حد الكارثة ؟ 
الانهيار شمل كُل شي ، وانا استمع في خمس دقائق قال فيها اكرم توفيق ، ما لحق ويلحق بنا كصحفيين في سجون المليشيات اكبر مما تتوقعوه ، وما اورده في رواية "العكازة والقلم" الا بعض  مما تمكن من تدوينه ، فالقلم جربمة تستوجب مضاعفة جرعة التعذيب للصحفي الذي يقبض عليه متلبسا بقلم داخل سجون مليشيات الحوثي ، يقول اكرم كنت اخبئ قلم لي  في عكازتي التي اتكئ عليها بعد ان فقدت توازنه جراء التعذيب ، وانا اقرأ روايته التي دونها بدموعه ، وكتبها بتنهيدات افارب المختطفين وانين المعذبين ، ودموع اطفالهم  ، وانا اتصفح روايته عكازة وقلم ، كنت ارى حجم الحياة الوحشية التي يرسف تحت اغلالها زملاء في سجون المليشيات  ، كاد قلبي ان يتوقف وأنا اقرأ تفاصيل صراخ المعذبين تنساب إلى داخل الغرف التي تنطلق منها أصواتهم .
"عكازة وقلم" ليست ترفا وخيالا روائيا بقدر ما هو بلاغ ممهور بالدم وآهات وانين الصحفيين المختطفين في سجون مليشيات الحوثي ، عكازة وقلم ، بلاغ لكل الجهات الحقوقية والاممية والدولية والانسانية ، ان كان ثمة بقية للحريات الصحفية في العالم ، فعليها ان تحول الرواية المكتوبة تلك الى شهادة ادانة تستوجب قيام كل الهيئات العدلية والقضائية في العالم باستجواب كل من مارس عمليات اختطاف وقتل وتعذبب وملاحقة الصحفيين في اليمن ، بانتظار ان يستيقظ ضمير الانسانية ، " فوخز الضمير بداية لحياة جديدة " ان اشعلت قضية الصحفيين اليمنيين ، كل تلكم الضمائر المعطوبة .