?عبدالحفيظ الحطامي
ما يحدث في الضالع رسالة تحذيرية لليمن قاطبة ، ولحكومة الشرعية ، من مغبة ومخاوف تعدد المشاريع الجهوية والشخصية للقادة والانتماءات الضيقة ، التي تعصف بمشروع الدولة والوطن الواحد ، ما يحدث في محافظة الضالع من قتال بينواطراف متعددة ، نموذجا بائسا ومروعا ومفزعا ومقززا ، لتعدد المشاريع المتقاطعة المصالح والهويات ، وتوزع السلاح والمهام الامنية لأكثر من جهة وبذلك الشكل العبثي ، وغياب المشروع الواحد والجهة الواحدة في تمثيل الدولة ، يقوض الامن والاستقرار ويخلق كيانات مشوهة خارج الدولة ، وحدهم المدنيون من يحصدون النتائج الوخيمة لمثل هذا العبث المتشضي بهيئة مصالح واشخاص ومشاريع صغيرة تتقاتل وتحترب لاجل مصالح ضيقة في معظم الاحيان لا تتجاوز تلكم الاهداف الكرش والجيب .
البارحة كنت مع احد ابناء عدن في مدينة مأرب ، وهو يلتفت الى احد جنود المرور في الشارع الرئيسي ، قال لي وجود هذا الرجل ببدلته الرسمية ، دليل نعمة أمن واستقرار ، وتنظيمه لحركة السير بهذه الطريقة ، يعني وجود دولة هنا ، نحن في عدن والضالع ولحج ، فقدنا هذه المظهر الحضاري لوجود الدولة ، غاب ميري الدولة ، فحضرت في المقابل ، فوضى النقاط الامنية وحاملي السلاح ، وكلا يفتش لصالح مشروعه وجيبه وجماعته وقياداته وجهته ومنطقته وكرشه ، لم نعد نرى في عدن ميري الدولة ، مانراه مسلحون باشكال وملابس واهداف واجندات مختلفة وضيقة لدرجة المأساة .
