محمد عبدالله القادري
عندما تزور صنعاء اليوم ، تجد انها مختلفة تماماً عما كانت عليه قبل الانقلاب على الدولة وسيطرة ميليشيات جماعة الحوثي عليها ، تكتشف تغييرات كبيرة طرأت عليها في عدة جوانب حتى تظن انك لست في صنعاء اليمنية العربية الأصيلة ، وانما في مدينة تكاد ان تكون إيرانية ، وهنا تعرف لماذا اعلنت إيران سيطرتها على رابع عاصمة عربية واحتفلت عند سقوط صنعاء بيد الحوثيين .
تغيرت مساجد صنعاء واختلف طابعها الديني الروحاني المعهود ، واصبحت بطابع آخر ، مساجد بلا تراويح واغلبها بلا صلاة قيام ، التواشيح تغيرت واصبحت محلها تواشيخ اخرى ذات همهمة لا تدري ماذا يقال فيها من تسبيح وذكر ، ائمة المساجد اصبح اغلبهم ذو عمامة سوداء ، يخطب الجمعة بمدح شخصيات إيرانية ويجعلهم بمنزلة الصحابة رغم انهم ليس صحابة ولا تابعين ولا يسمع بهم اليمنيون إلا اليوم .
هناك اشخاص كنت تعرفهم من قبل ، كانوا متزنين وكلامهم هادئ ومنظرهم لائق ، ولكنهم هذه الفترة تأثروا بالفكر الإيراني ، فتغيرت ملامحهم واصبحت موحشة ، واصبح كلامهم متشنج ، عندما تنظر إليهم تستغرب ولا تصدق أن هؤلاء هم الاشخاص الذين كنت تعرفهم قبل سنوات قليلة ، فلقد اصبحوا أشكال غريبة اليوم ؟؟!!
في شوارع صنعاء تجد صور كبيرة معلقة ، تدعي انها صورة ما يسمى بحجة الاسلام مجد الدين بن محمد المؤيدي ، وتم تعليقها بمناسبة مرور تسعة عقود على موته ، وانه ترك آثاراً عظيمة في الأجيال .... فتستغرب وتتسائل ؟
من هو هذا حجة الاسلام مجدالدين المؤيدي ؟ لم تسمع عنه إلا اليوم !!
واي حجة اسلام يدعون ؟
واي آثار تركها في الجيل وكل الاجيال ؟
من آين جاءوا بهذه الشخصية إلى اليمن .... انها شخصية طائفية ذات فكر إيراني يعرفها اتباع إيران ولا يعرفها اليمنيون .
المواطنون العامة في صنعاء ، تجدهم صرعى مدوخين ، يعانون مر عيش يتجرعوه بسبب الانقلاب وميليشيات الحوثي ، يرفعون انظارهم الخافتة إلى السماء ، ينتظرون قدوم الدولة الشرعية والرئيس الشرعي لكي تعود لهم حياتهم الكريمة ويتم انقاذهم وانقاذ صنعاء مماهم فيه .
شوارع صنعاء تجدها مكدسة بالقمامة وسخة منتنة ، لا تصدق انك في مدينة توجد بها قيادة دولة كما يدعي الانقلاب الذي يتخذها عاصمة له ، فهل قيادة تلك الدولة عجزت عن تنظيف شوارع عاصمتها ؟!
ياليت ذلك الانقلاب ينظف شوارع عاصمته مثلما قام بتنظيف البنك المركزي في صنعاء .... ولكن هكذا قادات الفوضى ، ينجحون بالسلب والنهب ولا يهمهم تقديم الخدمات العامة للمواطن لأن ذلك ليس من تخصصهم ولا اختصاصهم .