النزاهة الرجولة النقاوة الشهامة الاصالة الشجاعة النخوة السمو والرفعة الثبات على المبادئ الايمان الاسطوري بالمُثل النبيلة ...قيم لعلها لا تتصل بالسياسة في شئ ...غير ان القادة التاريخيون هم وحدهم فقط الذين ارتفعوا بالسياسة الى مصاف الرسالة فحرروها من مفهومها المادي الركيك وشحنوها بالطاقة الاخلاقية التى صنعت بها المعجزات فى الارض وحررت بها البشرية من قيود الخوف والاعتساف والقهر والاذلال..فاشبعتهم حرية وكرامة الى حد التخمة ..بل الى حد التنكر والتمرد...
وما اكثر السياسين الذين كسبوا رهاناتهم العدمية في لحظة من اللحظات العابرة بحكم الصدفة او بفعل ما يجلبه لهم الحظ وليس اكثر فاتى عليهم الدهر بالنسيان في كل اللحظات لأنها لم تستند على الحنكة وقانون الجدارة اللذان تستند عليهما رهانات اولئك الذين حفروا فى ذاكرة شعوبهم اسماء الانبياء وبذروا فى النفوس معنى لا يزول وارتفعت قاماتهم عن حدود البشرى والواقعي لتعانق عنان السماء بعيدا عن لعبة الصدف ومفاجئات الحظ والنصيب..فكنت احدهم ان لم تكن في مقدمتهم..
لا شك. بان رسالتك الوطنية قد وصلت الى شغاف النفوس ....وستخرج تعاليمك من حيز السياسة الى حيز الاتباع الروحى ..لانك بطل تاريخي ورجل دولة بكل ماتحمله الكلمة من معنى .. القيت فى نفوس ابناء الشعب فكرة كبيرة ستنبعث امثولة فى االذاكرة وحكمة تستلهم منها الاجيال دروسها العظيمة وتتحدد بها الامال وفى المقابل ما اكثر الذين اخذوا السياسة بغير مآخذها الاخلاقية فكسبوا معركة ثم لم يلبثوا ان خسروا كل المعارك اللاحقة...
لقد آمنا معك ان السلام ليس ضعفا...