الرئيس هادي والمغرر بهم (الدولة الشرعية للجميع)
محمد عبدالله القادري
في لقاء فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي حفظه الله ، مع قيادة محافظة البيضاء في العاصمة المؤقتة عدن ، لفت نظري حديث فخامة الرئيس لقيادة محافظة البيضاء مطالباً لهم استيعاب المغرر بهم وفتح باب الشرعية لهم والذين هم في الاساس لم يكن ولاءهم للحوثي وانما خدعوا وغرر بهم .
كلام الرئيس هذا بعث عدة رسائل ، وسلط الضوء على كيفية مشروع الدولة الشرعية ، ودلل على التوجه والمسار الايجابي والاخلاقي والقانوني للشرعية والتعامل الطيب الذي ستمارسه مع كل ابناء اليمن .
كلام الرئيس هادي هذا ، يدل على ان الرجل رجل دولة بالفعل ، ويدل ايضاً على حبه لليمنيين وحرصه على مصالحهم وتسامحه ورحمة قلبه .
المشروع الذي يحمله الرئيس هادي هو مشروع دولة لكل اليمنيين ، مشروع يحتوي الكل ويستوعب الجميع ، يفتح باب الشراكة الشاملة تحت مظلته ، ويجمع الفئات كاملة تحت رعايته .
بعث فخامة الرئيس رسالتين هامتين من خلال حديثه على استيعاب المغرر بهم .
الرسالة الأولى : لأولئك المغرر بهم الذين في صف جماعة الحوثي ، يخبرهم ان الشرعية دولة ستأتي لمصلحتهم وخدمتهم وليس للانتقام منهم ومحاربتهم .
ستأتي الشرعية لتحميهم وتصون كرامتهم وترعاهم فاتحة لهم باب الرجوع لجادة الصواب ، ومنقذة لهم من الحفرة التي وقعوا فيها لدى الانقلاب وجماعته التي تستخدمهم في طريق الهلاك وتزج بهم لمحارق الموت وتسلب حقوقهم وكرامتهم من خلال تمييزها العنصري الذي يحتقرهم وينظر إليهم بنظرة دونية.
الرسالة الثانية : لبعض من انصار الشرعية الذين يريدون ان تكون الدولة الشرعية محصورة في جزء من اليمنيين ومنعزلة عن اجزاء اخرى ، حيث ان لديهم مفهوم خاطئ يتمثل في ان فتح باب الشرعية للجميع يعتبر الغاء واقصاء للواقفين مع الشرعية الاوائل.
لا يا قوم ... الرئيس هادي قال استيعاب المغرر بهم ، والاستيعاب ليس معناه الاحلال والاستبدال ، ليس المعنى ان تأتي بهؤلاء المغرر بهم وتجعلهم مكان السابقون الاوائل لتأييد الشرعية والدفاع عنها.
انما معناه اشراكهم واحتواءهم ورعايتهم بجانبهم .
السابقون والمضحون والمناضلون يجب على الدولة الشرعية اكرامهم وانصافهم ، والمغرر بهم يجب على الدولة ارشادهم للصواب واستيعابهم ، فهناك وطن للجميع ودولة للجميع ، والدولة الناجحة هي التي تجمع الجميع تحت مظلة الدولة ورعايتها ، وتطبق قانوناً على الجميع ، وتستخدم خيرات الوطن فيما يحقق الخير للجميع.
الدولة الشرعية ليست اقصائية ، ولو كانت كذلك لاصبحت تشابه جماعة الحوثي التي تحصر الدولة وخير الوطن على طبقة معينة.
الشرعية لن تأتي لتنتقم من احد ، وانما ستأتي لتخلص الشعب من الانتقام الحوثي الذي يمارسه ضد الذين معه المغرر بهم كاستخدامهم ادوات يدافعون عنه ويموتون من اجل ان يحيا ، وضد الذين ضده انصار الشرعية الذين شردهم وقاتلهم واختطفهم وعذبهم وطردهم من ديارهم واهان نسائهم واطفالهم .
اخيراً انظروا إلى كيفية نظرة الرئيس هادي لليمنيين ، وكيف نظرة جماعة الحوثي لهم .
الرئيس هادي ينظر لمن يقفون مع الحوثي كمغرر بهم ويفتح باب العودة لهم واستيعابهم ، وهذا يعتبر من منطلق حب وحرص وتسامح وسلام وتقديم الخير للجميع .
الحوثي ينظر للذين مع الشرعية ، على انهم مرتزقة وخونة ويصفهم باقبح العبارات ، ويتوعدهم بالانتقام ومارس بحق الكثير منهم اسوأ المعاملات من اختطاف ونهب ممتلكات وتفجير منازل ، وهذا يعتبر من منطلق حقد وكراهية وارهاب وانتقام وتقديم الشر للجميع .
أليس هذا الامر كافي لمعيار المقارنة بين الجانبين واكتشاف من هو الذي يحب اليمن واليمنيين ومن هو الافضل للدولة والشعب.