العيسي وضريبة الموقف الوطني
سليم باوزير
الهجوم الذي تشنه بعض الشخصيات الجنوبية ذات الاجندات المشبوهة على الشيخ احمد العيسي نابع من ادراك هذه الشخصيات للثقل الذي يحظى به الرجل في الجنوب، فهو شخصية وازنة وصوت وطني لا غبار عليه ويتمتع بحضور وقبول كبيرين في الشمال والجنوب.
هذه الحملات الاعلامية التحريضية والاتهامات الجوفاء ليست بريئة بل هي حملات ممولة تستهدف الموقف الصلب للعيسي، وتحاول التشويش على الدور الوطني الذي يلعبه من موقعه كنائب مدير مكتب الرئاسة، وايضاً كرجل اعمال من العيار الثقيل.
العيسي شخصية وطنية مخضرمة عابرة للجغرافيا فهو ابن محافطة ابين الذي نشأ وترعرع في محافظة الحديدة، جمع بين الشموخ والبساطة، شخصية عصامية، جرب النزوح وحياة التشرد وقاوم الالم، وكان ذلك حافزا للنضال من اجل إثبات الذات فنجح في التجارة التي بناها طوبة طوبة متجاوزا ومتجاهلا كل الشبهات والادعاءات والإتهامات ايضا..
ولأن الحياة موقف فقد سجل العيسي موقفه المنحاز لبلده وقضاياه العادلة مضحيا في سبيل ذلك بمصالحه التي تقدر بالمليارات، ولَم يفكر مثل الكثير من رجال الاعمال الذين فضلوا الصمت والحياد.
لقد اصبح لدى الرجل حصانة ضد حملات التشويه المغرضة والممنهجة التي تديرها مطابخ متخصصة عبر شخصيات معروفة وحسابات وهمية ومواقع ممولة، والمتابع الحصيف يستطيع فك شفرة هذه الجهات وقراءة اجندتها الخفية.
تنزعج الجهات التي تقود هذه الحملات من الدور الوطني الذي يمارسه العيسي، ويكاد يكون الرجل محل اجماع على المستوى السياسي فالاحترام الكبير الذي يحظى به الرجل مكنه من استقطاب الكثير من القيادات الوطنية شمالا وجنوبا للمشروع الوطني.
ليس هذا وحسب بل انه تمكن بدهائه المعهود من استقطاب شخصيات كانت محسوبة على الحراك الجنوبي الانفصالي الى صف المشروع الوطني وهذا مكمن الوجع الذي جعل اصحاب الدفع المسبق يستهدفون الرجل.
وللاسف فقد شجع الوضع الرخو وغير السوي الذي تمر به اليمن والمنطقة على قيام مراكز القوى المتصارعة بتفريخ المواقع الإخبارية والصفحات المشبوهة لاستخدامها في خلط الأوراق وهذا ابشع انواع الفساد، ثم يأتي من يدير ويشرف على هذا النوع من الفساد ليوزع صكوك الوطنية يميناً وشمالا.
الاهم من ذلك ان المتابع الحصيف لم تعد تنطلي عليه هذه الترهات، ويدرك مصلحته جيدا، ويميز بين الدعوات الهدامة التي لا تخدم سوى اطالة عمر الأزمة اليمنية وتخدم الانقلاب في الشمال ومجايليه في الجنوب.
سيبقى الموقف الوطني للشيخ العيسي عالق في ذاكرة الشعب وستذهب المواقف الصبيانية ادراج الرياح.