تسريبات من لقاء جمع السفير اليمني في لندن الدكتور ياسين سعيد نعمان مع مجموعة من الصحفيين في الخارج فقد قال ان كثيرين من سياسي الجنوب الذين تربطني بهم صداقات قديمة الحوا علي لمعرفة اسباب موقفي الرافض لانفصال الجنوب عن الشمال واستعادة دولة الجنوب ما قبل الوحدة التى مضى عليها ربع قرن من الزمن..
رددت عليهم بأن الجنوب بعد سنوات طويلة في الوحدة اليمنية قد تعرض لمتغيرات عميقة في التركيبة الاجتماعية والسياسية وتكونت خلالها نخب متعلمة واخرى ذوو نعرات قبلية وبقايا أبناء السلاطين والمشايخ ويجمعون على استعادة أمجاد ابائهم على تراب مناطقهم على غرار ما كانت عليه قبل الاستقلال وأن معظمهم هم ممن لا صلة لهم بالحكم في الجنوب وظلوا في الخارج بل لا يعترفون بوحدة الأراضي الجنوبية المكونة لجمهورية اليمن الجنوبية باعتبار انها دمجت بالعنف والاضطهاد وتصفية السلاطين والمشايخ.
وانه بعيد تحقيق الانفصال عن الشمال ستكون الفرصة سانحة لعودة المناطق إلى ما كانت عليها قبل تأسيس جمهورية اليمن الجنوبية مع ما يصاحبها من أنظمة السلاطين والمشايخ فاقدي الانتماء إلى جمهورية اليمن الجنوبية.
ان حظوظ تشظي الجنوب بعد الانفصال المنشود إلى أكثر من كيان منعزل سيكون اكثر واقعية.
وعليه وانطلاقا من هذه المخاطر المحدقة بالجنوب من اثر الانفصال الذي ربما يحدث في غفلة من الزمن لن يبقى في الساحة ما يضمن بقاء مناطق الجنوب موحدة كما كانت ويجعلها مؤهلة لاستعادة الدوله.
أن الذين يستميتون من اجل الانفصال هم مدفوعون بطموحات ورغبات جامحة غير منطلقة من الواقع الهدف منه التمرد على حكم دولة الوحدة الذي تسبب في كثير من المآسي والحرمان لأبناء الجنوب والتهميش الاجتماعي وبعيدا عن تحديد الجهات والعصابات وراء ذلك بدقة والاصرار على تعميم الذنب على الكل.
في اعتقادي ان حل مشاكل الجنوب في اطار الوحدة التي زال بريقها وخالفت كل التوقعات منها تكمن في التمسك في تطبيق نظام الفدرالية على عموم اليمن التي تمنح الأقاليم كافة الحكم الذاتي الواسع ونيل نسبة مجزية من ثرواتها وايرادتها.
فقد وجدت نفسي غير قادر على الانجرار وراء انفصال يعيد الجنوب إلى ازمنة الاقطاع والقبلية واعرافها البدائية التي تم القضاء عليها بتضحيات كبيرة وان الفدرالية رغم المآخد السيئة عليها حتى قبل تطبيقها قادرة للحفاظ على مستويات معقولة من التحرر والعيش الكريم والانعتاق من التخلف وويلاته الذي ساد في الجنوب منذ زمن طويل.