عمل كهنة بني هاشم على إقران عبوديتهم بالدين تحت مسمى ( آل البيت ) ووجوب موالاتهم وحبهم ورسمت لدى العوام إنهم هم الدين وإن حبهم والقبول بطغيانهم دين يتقرب الناس بعبادته إلى الله تعالى فجردوا الدين من قيمته السامية واختصروه في كهنتهم وخرافتهم حتى إذا تمت تعرية كهنوتيتهم وطغيانهم وحقارتهم وكشف إجرامهم أتهموا من يناهض فكرهم الكهنوتي وحقارتهم وخساستهم بانه ضد الدين فيما الدين منهم برئ فدين الله أتى لتحرير البشرية من الخرافة والطغيان والعبودية والاستغلال وتجسيد القيم والأخلاقيات السامية الخالية من الخرافة والكهنوت وفرض مبدا العدالة والمساواة وتحرير الإنسان من عبودية وطغيان الإنسان لأخيه الإنسان؛ فيما الهاشمية تسعى لفرض كهنوتها لاستعباد بنو الإنسان على إن عبادة سلالة بني هاشم هي دين الرحمن ولذا قال تعالى " قل إنمآ أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إلهٌ واحدٌ فمن كان يرجوا لقاء ربهَ فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً " (سورة الكهف أية 110 ) وهذا دليل على إن محمد بشر مثل سائر البشر كلفه الله أن يدعو الناس لعبادة الله وحدة وأن لا يشركوا بعبادته أحد دون أي تمايز عليهم أو إشراك لعبودية بني هاشم بعبادة الله بل إنه نهى ان يشرك بعبادته أحد وإشراك كهنة بني هاشم في عبادة الله هو شرك بالله ولا وجود أي تمايز أو أفضلية لأحد ولو كان هناك أفضلية لأحد لكانت لمحمد ولذا قال تعالى " قل إنمآ أنا بشرٌ مثلكم " ولم يقول له قل أنا أحسن منكم وأفضل منكم وبني هاشم مقدسين وعبادتهم من عبادتي وقريش أفضل العرب وقداستها تقع بعد بني هاشم بل قال " قل إنمآ أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلي " يعني انا مثلكم وإنما أبلغ الوحي اليكم؛ فإشراك بني هاشم بعبادة الله أو تقديسهم أو الاعتقاد بأن لهم افضلية تقرب إلى الله هو الشرك بالله الذي نهى الله عنه وقال " فمن كان يرجوا لقاء ربهَ فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً " ؛ فكهنة بني هاشم ومن يدعون أن لهم قداسة ليسوا سوى وكهنة لاستعباد بنو الإنسان باسم الله تحت دعوى خرافة الحق الإلهي بانتسابهم للنبي تحت مسمى " آل البيت " والذي عراهم القرآن بقوله تعالى " ما كان محمدٌ أبآ أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين " ( الأحزاب أية 40 ) ولم يقول إنه ملك أو شيخ أو أب أتى لتوريث الدين لأله واسرته وقبيلته وسلالته.
فالهاشمية ليست الدين وإنما هي التحريف والخرافة والاستعباد والكهنوت ولا أفضلية لها أو امتياز ومن يعترض نسف الهاشمية وتجريم إجرامها وإرهابها وكهنوتها ليس إلا كهنوتي حقير يجرجر الناس باسم الدين للدفاع عن كهنوتيته وخرافته وامتيازاته التي يجنيها لنفسه باسم قداسة وخرافة سلالته وبتحطيم كهنوتيتهم وتعرية خرافتهم أمام العوام ينكشف لهم إنه نصاب ومشعوذ مجرم يتسول ويسرق ويقتل باسم الله.
فالدين لله وحده والهاشميين سلالة حقيرة متطفلة تسرق وتنصب وتقتل باسم الله.
وكما خدع بني هاشم العوام إن عبادة السلالة الهاشمية دين فقد اخترقوا الأحزاب السياسية وسيطروا عليها وعملوا على أدلجة منتسبيها وحصروهم في إطارها وإقناعهم إن أحزابهم هي الوطن وإن مقدار الوطنية تقاس بمقدار الولاء الحزبي وهذا ما يعرف بالكهنوت السياسي والذي يعمل على تأطير العوام واختصار الوطنية في أحزابهم لحشد القطعان فيها للدفاع عن امتيازات ومصالح الهاشميين الذين يديروها وجعلوا منها حضائر لإدارة الصراع وخلق التعصب والتمزق بين اليمنيين بعد أن لقنوا منتسبيها إن الوطنية هي الولاء للحزب وإن الحزب هو الوطن وإنها الانتماء للوطن حتى إننا نجد بعض المنتميين للأحزاب ولائهم للحزب أكبر من ولائهم للوطن بل قد ينعدم ولائهم للوطن وتجد ولائهم للحزب والإيديولوجيات المستوردة ودولها أكثر من ولائهم لليمن الذي ينتموا إليه لتجردهم من الوطنية التي هي مقدار الشعور والاعتزاز بالانتماء للوطن " اليمن " أرضاً وإنسان واحترام الذات اليمنية النابعة من جذور الإنسان اليمني وهوية الدولة المنطلقة من ذاتها وجذورها الحضارية وسيادة الدولة واحترام دستورها وقوانينها والدفاع عن سيادتها وكرامة شعبها.
فالأحزاب ليست الوطن وانما هي حضائر محاطة بسياجات وهمية لتأطير منتسبيها وتقييدهم في سياجاتها لتكبيلهم وحصرهم في إيديولوجيات أو مجموعات صغيرة تصاب بنفس العقدة ونفس السياج الوهمي الذي يجعل صاحبه ينظر لمن حوله من خلال قوقعته الحزبية على إنها الوطن فيما الوطن هو الفضاء الرحب الذي ينتمي اليه الجميع دون استثناء بمساحاته الشاسعة وهويته الجامعة وشعبه الكبير المتداخل المتجانس فالوطن هو اليمن أرض وإنسان وتاريخ وحضارة ودولة ذات سيادة وشعب حراً كريم فأي إهدار لكرامة الشعب وحياة أبنائه هو إهدار للوطن وأي اختزال للوطن أو الوطنية في فئة أو حزب هو اختزال للوطن واستنقاص للشعب.
فقد أستطاع الهاشميين أن يعززوا من الانقسام الوطني اجتماعيا وسياسياً وتوسيع الفجوة المجتمعية بين أبناء الشعب بعد أن قسموهم إلى شيع وأحزاب وفئات يتصارعوا فيما بينهم ليجني الهاشميين الذين يديروا تلك الأحزاب ثمرة التصارع والحصول على الامتيازات وتقاسم المصالح بين أحزابهم على حساب العوام من اليمنيين في تلك الأحزاب.
فاليمن وشعبه هو الوطن الذي يفخر الجميع بالانتماء إليه والأحزاب وأيديولوجياتها ليست سوى أدوات هاشمية لخلق التصارع والتمزق بين اليمنيين والذي يعمل الهاشميين على تعميق التعصب والولاء للحزب أكثر من الولاء للوطن وجرجرة العوام من خلالها للتصارع فيما بينهم باسم الأحزاب وأي نقد للهاشمي الذي يسيطر عليها هو هدم للذات الحزبية المقدسة وإن نقد الحزب يعتبر هدم لقوقعتهم الوطنية.
فيا أبناء اليمن أتحدوا وحطموا الحواجز الحزبية والأيدولوجية العصبية التي صنعها الهاشميين لتطويقكم وتمزيقكم وخلق التصارع فيما بينكم ليسهل استعبادكم والتحكم بكم وفرض كهنوتيتهم عليكم وتحويلكم إلى قطعان تموت لتحقق مصالح الهاشمية وأذنابها فقاوموا السلالة الهاشمية وعنصريتها واسقطوا كهنوتيتها وخرافتها فليست سوى سلالة حقيرة متطفلة عنصرية غازية تزرع التشظي والتمزق في أوساطكم باسم الدين والتعصب الحزبي والجهوي لتقتلكم باسم خرافة الحق الإلهي الذي لم تترك وسيلة إلا وتربصت بكم من أجل الوصول اليه واعتزوا وافتخروا بهويتكم الحضارية وتاريخكم العريق وخلدوا أمجادكم ببناء دولتكم وحضارتكم اليمنية كما صنع أجدادكم ببناء حضاراتهم وإمبراطورتيهم الخالدة حمير وسباء ومعين وقتبان وكل الحضارات اليمنية التي خلدها التاريخ كأعظم الحضارات الإنسانية في التاريخ.