جنيف 3 بين مؤشرات الرغبة والتعقيد
محمد عبدالله القادزي
ثمة مؤشرات ظهرت منذ اعلان المبعوث الاممي إلى اليمن مارتن جريفيث عن موعد المشاورات بين طرفي الحرب في اليمن الدولة الشرعية والانقلاب المتمثل بميليشيات الحوثي المتمردة ، وهذه المؤشرات نستطيع نقول انها علامات على توجه طرفي الحرب نحو تحقيق السلام ، بينما هي ايضاً ترسم نتائج المشاورات التي ستتم بين الجانبين في الشهر القادم .
بالنسبة للجانب الاول الشرعية والتحالف العربي فهناك مؤشرات الرغبة في تحقيق السلام عبر المشاورات للخروج بحل يقتضي ايقاف الحرب.
فالتوقف عند اطراف مدينة الحديدة ، دليل على رغبة التحالف والشرعية في تحقيق السلام عبر جنيف القادم من خلال مشاورات تفضي لحلول تتضمن انسحاب الميليشيات من مدينة الحديدة وميناءها ليعود السلام اليها دون مواجهات عبر عودة الدولة من خلال انسحاب الانقلاب.
بالاضافة إلى التعامل الايجابي من قبل الشرعية والتحالف مع المبعوث الاممي نحو المشاورات القادمة .
اما الجانب الثاني ميليشيات الحوثي وإيران ، فهناك مؤشرات تدل على التوجه نحو تعقيد حلول السلام في المشاورات القادمة في جنيف.
فالاستمرار بالاختطافات ومنع الاغاثات الطبية والانسانية من الدخول ومصادرة الجزء الاخر منها ، بالاضافة إلى استمرار قصف صواريخها الباليستية للمملكة ، وارتكاب جرائم فظيعة هدفها ان تلصقها بالجانب الاخر من خلال اتهامه بارتكابها مما يوفر لها مداخل ومبررات لعرقلة الحلول القادمة ، كل هذه التصرفات والممارسات تدل على سعي ميليشيات الحوثي نحو تعقيد حلول السلام في المشاورات القادمة بجنيف مما يؤدي لفشل المفاوضات وهو ما سيعرقل تحقيق السلام في اليمن واستمرار الحرب.
هناك ثلاثة انواع للتعامل نحو تحقيق السلام بين جانبي الصراع والحرب تؤدي إلى ثلاث نتائج تستطيع من خلالها معرفة مستقبل اي مشاورات ومفاوضات بين الجانبين.
التعامل الأول : التعقيد × التعقيد
عندما يكون الجانب الأول يتعامل بالتعقيد نحو التوجه للمشاورات ، ويكون الجانب الثاني يتعامل بالتعقيد ايضاً ، فهنا لن يتم الجلوس على طاولة المفاوضات ولن تتم المشاورات ولن يتم الوصول إليها بين الجانبين .
التعامل الثاني : الرغبة × التعقيد
عندما يكون الجانب الاول عليه مؤشرات الرغبة في التوجه نحو السلام ، ويكون الجانب الثاني يتعامل بالتعقيد ، فهنا سيتم الوصول للمشاورات والجلوس للمفاوضات ، ولكن لن يتم التوصل لحل يحقق السلام وستفشل المشاورات ولن تنجح وسيكون سبب فشلها الجانب الذي تعامل بتعامل التعقيد نحوها .
التعامل الثالث : الرغبة × الرغبة
عندما يكون الجانبان عليهما مؤشرات الرغبة بالتوجه نحو المشاورات لتحقيق السلام ، فهنا ستتم تلك المشاورات والمفاوضات وستنجح وستخرج بحلول تنهي الحرب وترسي السلام.
مشاورات جنيف القادمة هناك مؤشرات تعامل بالتعقيد نحوها من قبل الجانب الاول ميليشيات الحوثي ، وهناك مؤشرات تعامل بالرغبة من قبل الجانب الثاني الشرعية والتحالف ، وهذا ما يعني ان المشاورات ستتم و لكنها لن تنجح بالوصول لحلول تؤدي لتحقيق السلام في اليمن عبر ايقاف الحرب وعودة الدولة وانسحاب التمرد وتسليم اسلحته ، وسيكون سبب فشل تلك المشاورات وعرقلة عودة السلام هو الحوثي الذي ظهرت عليه مؤشرات تعامل التعقيد نحوها منذ الاعلان عن تحديد موعدها.