حين يقف رئيس حكومة سابق ونائب رئيس جمهورية ، على مسرح عرائسي في محاولة بائسة لتأدية رقصة بالية على أنغام الاحقاد والضغينة فهذا عنوان جديد لمستوى الاضمحلال للعقل السياسي الذي أنتج مصفوفة الأزمات المستعصية على الحل في اليمن
الشارع اليمني اليوم بأمس الحاجة الى نخبة واعية لا تراهن على مزيد من شحن الوضع المأزوم بتصدير مواقف متشنجة تستهدف رموز الدولة تحت عناوين غير وطنية.
نعم نحن بحاجة الى الشفافية والمساءلة في إدارة موارد الدولة قلت أو كثرت لكن توظيف حاجة الشارع الغارق في الأزمات لكيل التهم وتسويق الأراجيف من باب الكيد السياسي والتلفيق أمر في غاية الغرابة حين يصدر من شخصية تقلدت أرفع المناصب في هرم السلطة ما يجعلها هي الاخرى موضع استفهامات مشروعة.
البحث عن دلالات توقيت تصريحات بحاح التي طالب فيها بإسقطاط شرعية الرئيس هادي اهم من موضوع التهم والاساءة ذاتها !! في وقت تحضر فيه الشرعية لواحدة من اهم جولات التفاوض مع الانقلابيين في ظروف دقيقة وحرجة يطل علينا الرجل بتصريحات ممتلئة بالحقد والكيد
اليمن بلد محدود الموارد يعيش حربا طاحنة وتتآكل بناه الاقتصادية والاجتماعية يصبح من الصعب القبول أن سلطة ما تدير شؤون البلد وهي قابضة على الجمر بإمكانها أن تتذاكى على شركائها السياسيين وداعميها الإقليميين والدوليين ولا تعمل على اصلاح الوضع الاقتصادي في وقت تبحث عن تمويل خزانتها الفارغة لسداد رواتب الموظفين وفواتير الوقود والكهرباء الباهظة.
ربما أبدع خيال بحاح طرقا اكثر احترافية وإثارة في النيل من القيادة الشرعية وكيل تهما نجد لها مسوغا ما لكنه اليوم يبدو هزيل الفكرة فقير الخيال.
لست هنا بصدد التبرير لأي سياسات او مواقف او إخفاقات قد يلمسها المتتبع او يختلف حول تقييمها المهتمون لكن ما جاء في تغريدة رئيس الحكومة السابق بحاح ومطالبته بإسقاط الشرعية بالتزامن مع انعقاد جولة مفاوضات هامة مع الانقلابيين في جنيف وفوضى ممنهجة ومبرمجة اشتعلت في العديد من المحافظات يجعل الصورة اكثر وضوحا لكل ذي عقل وبصيرة .
ومن المؤكد اننا لا نستطيع ان نتفهم موقف بحاح على انه صحوة متأخرة لمسؤول أرتبط اسمه بواحدة من أسوا الصفقات التي اضرت بالاقتصاد اليمني وحرمت الخزينة العامة من مبالغ باهضه بالمليارات حين كان وزيرا للنفط بتوقيعه على صفقة الغاز الشهيرة.