الحقيقة إن الأزمة في المجتمع هي أزمة قيم وتبدل المعايير القيمية فيه فما كان يعتبر من واجبات الرجل أصبح في اختصاص المرأة واهتماماتها نتيجة غياب المسئولية عند الرجل ونكوصة عن الدور المناط به لتهربة من مسئولياته امام المجتمع وانغماسه في ذاته وعاداته ودخوله في غيبوبة غيبته عن مواجهة واقعه للقيام بدوره ومسئولياته حتى إن النساء وجدن انفسهن مجبرات في مواجهة مع الواقع للقيام بدور الرجل بعد ان تخلى عنه فكانين اكثر إدراك وأكثر وعي بخطر ما تقوم به مليشيات الحوثي الهاشمية الإرهابية من تجذير لفكرتها الكهنوتية وتجويع اليمن وتدميره وتجهيله وذلك ما جعلهن يواجهن بشجاعة وإستبسال غير مباليات بالمخاطر التي سيتعرضن لها لأن الخطر الذي سيحصل لليمن بشكل عام في حال سكتين أكبر من الخطر الشخصي الذي سيتعرضن له بشكل شخصي والذي بات يتعاضم وتزداد خطورته يوم بعد يوم.
فتجد إن كل من خرجن في ثورة الجياع هن فتيات جامعيات وبعض الجامعيين الذين تلقوا مستوى تعليمي عالي وليسوا اميين والذي لولا المستوى التعليمي ذلك لما ثارين وخرجن مع بعض الشباب بشجاعه فكل ما كان المجتمع ذو وعي وثقافة وتعليم أعلى كلما كان أكثر تحصينا وأكثر مواجهة لهذه المليشيا ومشروعها التدميري.
فالبيئة الخصبة للمليشيات الكهنوتية هي الجهل وكل ما كان المجتمعات أكثر جهل وتتركز فيها الأمية بشكل أكبر كلما كانت أكثر إستقطاباً وإندفاعاً للعسكرة والموت في صفوف المليشيات السلالية لأنه لا تفرق عندهم معنى الحرية والاستبداد كما لا فرق في ان يكون مرافق مع الشيخ أو عبد السلالي الكهنوتي المتطفل الذي يطلق على نفسه " سيد " ولا تفرق عنده معنى الكرامة والعبودية فالشخص الجاهل كالعبوة الناسفة حيث ما زرعتها أنفجرت لذا كانت المناطق المتخلفة التي تم تجهيلها وابعادها عن التعليم الهدف الأول للهاشميين في بذر مشروعهم الكهنوتي فيها كما كان الأميين والجهلة اللقمة السهلة القابلة للإستقطاب إلى صفوف مليشياتهم الإرهابية وكان الهدف الإستراتيجي للمليشيات الارهابية عقب دخولها المناطق والمدن منذ إحتلالها لصعدة حتى اجتياحها لليمن هي استهداف المدارس والجامعات واستهداف الاكاديميين والمثقفين والمفكرين واعتمدت استراتيجية لتجهيل المجتمع وتدمير التعليم واقتصرته التعليم على أبناء السلالة الهاشمية وابتعاثهم للتعليم في جميع أنحاء العالم.
حتى في انتفاضة 6/ أكتوبر / 2018م ركزت المليشيات تحشيداتها على مداهمة جامعة صنعاء وسكن الطالبات والطلاب الجامعيين وذلك لخوفها من التعليم وطلاب وأساتذة الجامعات والأكاديميين ومنابر العلم والمعرفة والجامعات فالعلم والمعرفة هو النور الذي يبدد طغيان المليشيات وكهنوتها ويطمس ظلامها كالزومبيات التي تعشق الظلام وتتعشعش فيه لكنها تتبخر وتموت عند بزوغ الفجر وإشراقة النهار مع شعاع الشمس فتجدها تهرب من أضواء النهار ومشاعل النور لتختبئ في الأدغال المظلمة بعيد عن اي مصدر للنور حتى يحل الظلام على الأرض من جديد تخرج مرة أخرى؛ وكذلك سلالة الكهنوت الهاشمية وافكارها الظلامية تنتهي وتتلاشى في وجود العلم و المعرفة والتعليم وتتعشعش وتعود لقتل اليمن وتدميره كلما حل الجهل على اليمن وغفل اليمنيين عن خطر إرهابهم ومشروعهم الكهنوتي او كما حدث حين دخل اليمنيين في غيبوبه عن الخطر الهاشمي الذي يتربص بهم ولم يفيقوا الا على الجائحة تسطوا على دولتهم وتنهب مؤسساتها وتقتلهم وتشردهم وتفجر منازلهم.
ولكي نحصن المستقبل من الخطر الهاشمي وارتدادت الإمامة لا بد أن يحسم اليمنيين معركتهم مع المليشيات الهاشمية بإعتبارها المعركة الفاصلة في التاريخ اليمني وإستعادة الدولة اليمنية المغتصبة وإسترداد كرامتهم التي أهدرتها المليشيات الهاشمية وتحصين المجتمع بالعلم والمعرفة وتعريفه بخطر الهاشمية ومشروعها الكهنوتي وتعرية جرائمها وتجسيدها في الوعي اليمني بتلقين اطفالنا في كتب التاريخ ومناهج التعليم منذ الطفولة وبمحاكمة جرائمها التاريخية تكون محاكمتها وتجريمها حتى لا تقع الأجيال القادمة في نفس الغيبوبة ونفس الفخ الذي وقع فيه اليمنيين اليوم ولم يفيقوا الا على الجائحة تقتلهم وتشردهم حتى اجبر اليمنيين على الهروب من مسئولياتهم وتنازلوا عن قيمهم ومبادئهم خوفاً من بطش المليشيات الهاشمية فأضطررن النساء للخروج بشجاعة وبسالة لمواجهة إرهاب مليشيات الكهنوت الهاشمي وهن يصرخن لا للجوع لا للإذل لا للتجويع وإمتهان الكرامة اليمنية فنحن حفيدات بلقيس والذي صاحبه صمت بعض الرجال والشباب وزعماء القبائل أمام ما تعرضن له بل إن بعضهم رد قادحاً فيهن بشكل مذل ومخزي كي يرضي أسياده بعد ان تقبل الهوان والعبودية فيما هن خرجن بشجاعة وبطولة لمواجهة الكهنوتيين عكس اولئك الأذناب الذين تقبلوا العيش بذل مهانة وذلك في تبدل للمعايير القيمية وبدل ان يثور ضد ما يتعرضن له الماجدات اليمنيات كون ما حدث لهن يعتبر عيباً أسود والذي يستدعي الجميع ان يثور والإنتصار لهن كون ما تعرضن له هو إهانة لكرامة كل يمني بينما يعتبر شرف وبطولة لهن بإعتبارهن ثائرات ضد الارهاب والتجويع.
إضافة الى ذلك فقد كشفت الهاشمية عن وجهها القبيح بإخراج حقدها الدفين تجاه اليمنيين وداست على ما كانت تدعيه من احترام للقيم اليمنية بكل تغطرس وقبح وعنجهية فإحترام المراة وقداستها المصانة عند اليمنيين واجهته بالإرهاب والإعتداء عليهن الضرب والإعتساف وإطلاق البذائة والشتيمة و والألفاض القذرة عكس ما اعتادها اليمنيين في تبدل وانسلاخ لكل المعاير والقيم التي كانت توهم اليمنيين إنها ملتزمة بها فما كان يعتبره اليمنيين جريمة أستباحته واهدرته وما كان يعتبره اليمنيين عار وعيب أسود جعلته عاده وجزء من وممارساتها اليومية وكل ذلك بفعل القوة والإرهاب الذي تفرضه على المجتمع حتى انه اذا تنفس احد أو ابدى اعتراضه سيكون مصيره القتل والتنكيل مما اجبر الجميع على الصمت خوفاً من ما سيلحق به وبأسرته ومجتمعه من بعده.