القطرنة تجسيد لعلاقة عبودية السيد وعبودية العجل والخضوع.

2018/11/22 الساعة 05:46 مساءً


تفاجأ الكثيرون بظاهرة القطرنة تعبيراً للولاء لإمامة الحوثي عند البعض، وهذه الظاهرة التي لبست لبوس الإحتفاء بالمولد النبوي بطقوس ليست من دين الله، وفي ظل التقدم المعرفي والعلمي ودولة الجمهورية، أكدت مدى استخفاف واستحقار ثقافة الإمامة باليمنيين لتقدمهم بهذه الصورة السلبية التي صورتهم أجساد خضراء لا عقول لها، غير أن هذه الظاهرة المترافقة مع وقوف بعض القبائل مع الحوثي بعقيدته الإمامية وفقهها المغلوط، هي تعبير لوجود علاقة طردية في الوجدان الثقافي الفقهي والنفسي والإجتماعي عند هؤلاء ، تتمثل بعلاقة خضوع العكفي لإخضاع السيد، فعندما يرى هذا النوع من الخاضعين  سيف السيد وصميله، ينهض من داخلهم خضوع العكفي الكامن  ليعلن الولاء للسيد، وهي عبودية للسيد أشبه بعبودية العجل عند قوم موسى، وهذه العلاقة قامت على التجهيل والتجويع، والإرهاب الفكري والديني والبطش، مع إدخال فقه مغلوط حولته الأمامة لعقيدة دينية ليست من دين الإسلام، جعلت العنصرية الهاشمية في مرتبة الإصطفاء الإلاهي والتسيد والتسلط ، والقبيلة اليمنية في مرتبة الدونية والخضوع، وظاهرة القطرنة أحد معالم هذه العلاقة، بالأمس ثقافة الخضوع تقطرنت باللون الأسود واليوم باللون الأخضر، فالمنشأ واحد ثقافة إخضاع وثقافة قابلية وخضوع، وسبب بقاء هذه العلاقة مع وجود النظام الجمهوري لعقود، هو غياب أي مشروع ثقافي وطني ديني أو فكري أو سياسي لدى النظام أو الأحزاب يستعيد العقل والدين من إختطاف فقه الإمامة المغلوط، وينسف جذور هذه العلاقة وروابطها الفقهية  والإجتماعية الزائفة خلال ثورات اليمنيين المتعاقبة ضد هذه العلاقة الظالمة. 
وحده مشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة  قدم مشروع طريق الخلاص لإخراج اليمن من هذه العلاقة المشؤومة المدمرة لليمن الوطن والإنسان، فهو مشروع يمتلك رؤية ثقافية وسياسية لبناء  دولة وطن لمواطنة واحدة متساوية، لا مكان فيها لثقافة تابع ومتبوع، ولا قابلية فيها لإخضاع أو خضوع، فهو مشروع يحرر العقل من ثقافة عبودية عجل السيد وثقافة العصبية والخضوع.
د عبده سعيد المغلس
??-??-????