حذاري.. اليمننه قادمة …!!

2019/01/29 الساعة 11:20 صباحاً

 

 

 

 

كان المجتمع اليمني خلال السنين الماضية يطلق كلمة (صومله) معلقا على الوضع الاقتصادي والسياسي للبلد ومحذرا من الأسواء في المستقبل بسبب المؤشرات التي كانت تخلق إنطباع أولي عن تراجع كبير في الحياة المعيشية والاقتصادية وتخبط سياسي عاشته بلادنا آخرها في عهد صالح.

الملفت للنظر ان الشعب اليمني استخدم هذا الوصف بعد ان كان رئيس الجمهورية اليمنية السابق علي عبدالله صالح يهدد الناس بإن البديل له هو (الصوملة) وان البلاد ستضيع اذا تم إزاحته من سدة الحكم. ثم ذهب صالح, ومرت بلادنا اليمن بهذه الحرب الأخيرة. ودخلت اليمن في نفق مظلم بسبب عبث هذه المليشيات التي كانت سبب في تدويل قضية اليمن وجعلت من البلاد ميدان صراع لإطراف دولية يحققوا من خلالها مكاسب خاصة دون الالتفات للوضع الإنساني والمعيشي السيء فيها.

 

ومن الناحية الأخرى, فالوضع الصومالي كان الاسواء في المنطقة خلال الثلاثة العقود الماضية. حتى ان شكل الدولة انتهى وأصبح المواطنين مشردين في البحار والرمال وفي الدول المجاورة وحيث ان نسبة كبيرة منهم نزحت لليمن بلا مأوى ولا مسكن.

وكانت المأساة في عام 2011م حيث واجهت الصومال مجاعة كبيرة بسبب تأخر موسم الأمطار، وحصدت أرواح أكثر من 260 ألف شخص، حدثت هذه المجاعة وسط صمت دولي وعربي مخزي.

غير أنه وسط هذه اللامبالاة العالمية لمأساة الصومال، أنشأت تركيا جسرا خيريا جويا، وساهمت هذه المبادرة الخيرية التركية في إنقاذ ملايين السكان من موت محتوم.

 

ثم تبع هذه المبادرة التي كانت مربط الفرس, ثلاث زيارات للرئيس التركي اردوغان الى ارض الصومال وكانت لتدخلات تركيا وشراكتها مع الصومال الأثر الكبير في تعافي الاقتصاد الصومالي وبناء مشاريع البنية التحتية وكذلك عودة المغتربين، وتزايد الدخل الشهري في مطار وميناء مقديشو الدوليين، الذين تديرهما الشركات التركية.

 

وفي العام 2017م كثفت تركيا حجم التبادل التجاري مع الصومال، ونوعت تركيا استثماراتها وبجودة عالية جدا.

ويشير البنك الدولي في تقرير صدر له مؤخرا إنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الصومالي بمعدل سنوي يتراوح ما بين 3 و 4 بالمائة.

 

فلو نقوم بعمل مقارنة بسيطة بين تدخلات تركيا في الصومال خلال السنتين الماضيتين, مع تدخلات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في اليمن لمدة أربع سنوات, سنجد أن هناك تعافي كبير في الاقتصاد الصومالي وتنمية حقيقة وبناء دولة مؤسسات بجودة وكفاءة عالية جدا, وعلى عكس ما يحدث في اليمن من إنهيار اقتصادي وسقوط مخيف للريال اليمني وتفكك الدولة وغياب مشاريع البنية التحتية وايقاف المشاريع الحيوية والاستراتيجية باليمن.

 

وهذا المقارنة تقودنا إلى وضع إحتمالين اثنين لا ثالث لهما, هما:

- هل الصومال هي التي تجاوبت مع التدخلات التركية لإحداث هذه التنمية و ان اليمن كان غير متجاوب مع تدخلات التحالف السعودي والإماراتي ولم يخلق ارضية مناسبة له?!…

- هل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات غير جاد بحل المشكلة اليمنية ولم يسهم بصورة واضحة لبناء الدولة ومؤسساتها, مع تدخلات إيجابية للجانب التركي في الصومال ترجمت على أرض الواقع بتنمية حقيقية?!.

 

واخيرا.. نستطيع القول ان كل الاحتمالات موجودة وبنسب متفاوته, ونتوقع أن يظهر الرئيس الصومالي من وسط مقديشو خطيبا ومحذرا: ( أنا ومن بعدي, اليمننه ...!!).