هذا حجمك ايهَ الانتعالي

2019/02/15 الساعة 09:51 مساءً

هذا حجمكم ايها الانتقاليون فارفعوا الراية البيضاء

في زحمة السخط والهجوم المحلي والاقليمي والدولي الذي تلقاه المجلس الانتقالي الانفصالي تحرك قادته الى حضرموت لعقد اجتماع دوري.
 وفي الطريق الى حضرموت حاول الانتقاليون صناعة برجباندا و فيلم رعب تعيدان مكانته في الداخل والخارج.
حيث انتقل القادة جوا عبر طيران اماراتي الى مطار الريان واستعان برا بعشرات الاطقم من الميليشيات الخارجة عن الدولة لعمل موكب طويل من شبوة الى المكلا.

نسي الانتقاليون بسبب نقص خبرتهم السياسية ان مواكب الاطقم العسكرية حتى وان كانت بدون ذخيرة ماهي الا تعبير حربي سيثير مخاوف الداخل والجيران والمراقبين الدوليين من مكونهم المسلح وان الحرب التي تشهدها اليمن اليوم انما هي بسبب اطقم وسلاح الحوثيين ممن اسقطوا الدولة وهددوا المنطقة والجيران.

مع الزيارة شعر ابناء حضرموت بالاستفزاز فهي اكثر محافظة عانت من نظام الرفاق الشمولي قبل الوحدة فقد تعرض الرأس مال الحضارمي للتأميم والنزوح الى الخارج ومثله قطاعات اخرى كمشائخ الدين الذين تعرضوا للتنكيل والتشرد.

ينظر الحضرمي الى المجلس الانتقالي باعتباره امتداد حقيقي لتلك الحقبة الشمولية ونظام القرية التي حكمت الجنوب ل23 عاما وهو اليوم يريد من جديد فرض هيمنته بالسلاح.

ما اريد طرحه في هذا المقال هي نقطة واحدة لنبني عليها الحاضر والمستقبل وهي ان الانتقالي لا وزن سياسي له على ارض الواقع...  كيف؟
اطلق امس ابناء حضرموت وجنوبيون هاشتاج على تويتر ( حضرموت ترفض الانتقالي) وفي نفس الوقت رد المجلس الانتقالي بوسم عنوانه (الانتقالي روح حضرموت) وظهر الناطق الرسمي للمجلس الانتقالي يحيي جيوش مجلسه الالكترونية يحفزهم ويحشدهم ويغذيهم بالحماس ليخوضوا المعركة المصيرية..نكون او لا نكون..
مضت الساعات والوسمان يشقان طريقهما ويخوضان غمار سباق في كوكب تويتر...فماذا كانت النتيجة؟
كانت النتيجة تقدم هاشتاج حضرموت الرافضة للانتقالي بمقدار الضعف على هاشتاج انه روحها..

ماذا نستفيد من هذه النتيجة؟...
النتيجة تأكيد بمعايير منطقية ان ابناء حضرموت وجنوب اليمن لايرون في المجلس الانتقالي مشروع امان اوخيار سلام.
ابناء حضرموت وجنوب اليمن يرون عدن ماثلة امامهم تحاكم الانتقالي وميليشياته وداعميه حيث العنف والسجون السرية والاخفاءات القسرية والاغتيالات والبسط على الممتلكات والتصعيد بالفوضى فيمسكون على قلوبهم ويهتفون باسم رب السماء ان يدفع الشر وان يصرف هذه الارواح الشربرة..

هذا حجمكم ايها الانتقاليون عليكم ان تقروا بوزنكم الحقيقي وتسلموا انكم مجرد مكون واحد وسط مكونات اخرى ينتمي اليها ابناء المحافظات الجنوبية وان خطابكم الخاطئ باعتباركم الممثل وانكم الحامل هو استجرار للماضي الذي لايريد القطاع الاكبر في الجنوب عودته وهو الحزب الواحد والصوت الشمولي الذي مضى ونعاني حتى اليوم من ويلات ثقافته.

الوطن اكبر من اي تيار ومكون وذراع وميليشيا..الوطن تنوع وثراء وتعدد وقطاعات مثل بستان كبير تتوزع فيه الالوان والازهار والاشجار ...
علينا ان نسلم بوجود هذا الطيف الوطني الواسع ونؤكد على حقهم جميعا في التعايش والسلام والامان وممارسة حقوقهم كاملة دون اقصاء او الغاء او تهميش.
هكذا فقط نبرهن حقا اننا مع وطننا وانا نحبه بكل تنوعه وتعدد مكوناته.
من يسعى بالعنف الى فرض قناعات تياره هو هنا يسيء للوطن ويزدريه ويقزمه من الوطن الشاسع الكبير الفسيح الذي يحتضن ويأوي ويرعى كل ابناءه الى مجرد تيار صغير ومكون اناني وفكر شمولي يأخذ اكثر من مقاسه.

هذا التيار الشمولي لن يكتب له النجاح لانه يخالف المنطق والعدالة والفطرة وان حاول بالقوة اعتساف الواقع وحقق بعض نجاحات لكنها غير قابلة للديمومة ولنا في عنف وهمجية الحوثي درس وعبرة.
اعود فاكرر على ما سبق:
هذا حجمكم يا انتقاليون فارفعوا الراية البيضاء وكونوا موطنين صالحين.

عبدالرقيب الهدياني