حتى لا تكون الشرعية ضحية أخرى
محمد عبدالله القادري
يتحدث الكثير عن اهمية وحدة الصف داخل الشرعية كون ذلك الأمر مهم جداً لاستعادة الدولة ، ويتناسى اولئك ان وحدة الصف لن تتحقق إلا عبر تصرفات ومعاملات ملموسة تتم عبر استراتيجية شاملة وملزمة للجميع ان يعمل عبرها .
هناك معوقات تقف امام وحدة صف الشرعية متمثلة بالتعامل الحزبي والمناطقي والشللي مما جعل الشرعية عبارة عن عصابات لا دولة ، وجعل المناكفات والاتهمامات والمماحكات الداخلية هي السائدة وولد الضغائن والاحقاد وجعل البعض مشغولاً بالبعض الآخر ، والمطلوب التخلي عن التعامل الحزبي والمناطقي ويكون همنا ان نستعيد دولة لكل اليمنيين لا ان نستعيد دولة للحزب او التيار.
ايضاً هناك ظلم وفساد وتهميش واقصاء ، ولو وجدت العدالة والمساواة واحتواء الكل وشمولية الجميع لتوحد الصف ، نحن نريد دولة تحقق طموح اليمنيين لا استعادة اخطاء الماضي والاحتفاظ بمشاكل الحاضر ... نريد دولة نظام وقانون لكل الشعب لا كعكة للتقاسم بين الاطراف ، ولذا يفترض علينا ان نغلق كل صفحات الماضي ونعالج كل اخطاء الحاضر وونتحد سوياً لاستعادة الدولة ضد الطرف الذي انقلب على الدولة ميليشيات الحوثي التي اصبحت كطرف وحيد معادي لكل اليمنيين.
يجب ان تكون هناك عدالة داخل الشرعية لاننا نريد دولة عادلة ولا ننسى ان الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة.
يجب ان نرى الدولة بالافعال السوية والمعاملات العادلة لا أن تردد شعارات وأقوال ، ويجب على كل طرف داخل الشرعية ان يوجه انصاره بما يجمع الكل ويوحد الجميع ، لا بما يحارب الآخر ويقصي البقية ، وتلك الاطراف التي تعظ غيرها وتصدر البيانات المدافعة عن موقفها والمتهمة لغيرها بأنهم من يخدمون الحوثي ، يجب عليها ان تصحح اخطاءها اولاً وتوجه اتباعها بالكف عن الانشغال بالهجوم على الاطراف الاخرى واثارة العداوات والاختلافات والعداء .
الفساد والحزبية هما سبب اي قصور بالعمل السياسي وضعف بالجهاز الاداري وخلل بالجانب العسكري ، وسبب كل المشاكل الداخلية ، والمطلوب اليوم داخل الشرعية القضاء على كل اشكال الفساد والتعامل الحزبي عبر استراتيجية يتم من خلالها توحد الجميع نحو البناء السليم للدولة في المناطق المحررة واستعادة الدولة في المناطق التي لم تتحرر.
يجب ان نفهم ان الدولة الشرعية وانصارها ضحية الانقلاب الحوثي ، ويجب معالجة كل الاخطاء وتوحد الجميع نحو العمل لاستعادة مشروع الدولة حتى لا تكون الدولة ضحية نفسها وانصارها ضحية بعضهم وتصبح الدولة الشرعية ضحية أخرى .