نرجسية عيدروس الزبيدي

2019/02/26 الساعة 12:50 صباحاً

نرجسية عيدروس الزبيدي 
-------------------------
النرجسيه مرض ملازم لحب الذات ، ينمو إلى الخيال الجامح لجنون العظمة .. والمصاب بهذا المرض تجده انساناً يتصف بالكذب - مراوغاً ماهراً ، يتجنب المحاسبة على أعماله بتلهية الآخرين باللف والدوران .. يسرق تضحيات الاخرين ، وينكر ماعمل من سيئات .. ناقض للعهود، وقد يتّهمك بأنك الناقض الحانث، ويلجاء الى التهديد  والتصفيه اذا اقتضت الحاجه .

عيدروس الزبيدي مصاب بمرض النرجسية ، فهو يري نفسه الرئيس القائد والزعيم المُلهم ، والمناضل والفدائي ، ومفجّر الثورات ، وقامع النعرات ، وحامي الحِمى ، وقائد التحرير.. لدية شبق في السلطة والحكم ، يهوى لقب "الرئيس "، ويطمح الى ان يصبح رئيس حتى على لاشي ، المهم ان يكون رئيس - حتى رئيس بلدية، لهذا تجده يستهين بالاخرين، وبكل ما من شأنه أن يساعد في نهضة البلاد واستقرارها وتنمية مكتسباتها ، ويحيل كل من ينادي بالتغيير الى مجرد أقزام لا يطالون قدراته ومهاراته في القيادة والتخطيط والتنفيذ والإدراك لمشكلات الشعب الجنوبي ، ويرى كل مايصدر من الاخرين مجرد عبث هدفه التسلية والترويح والاضرار بالقضية وإضاعة للوقت .

هذا المرض مُستفحل في الزبيدي ، فهو لايريد ان يتصور أن هناك أصلاً من يعارضه أو يقول بخلاف قوله ، أو يفعل خلاف فعله ،لا يرى إلا نفسه ، ولا يُبصر إلا فِعله ، فهوالأفضل والأذكى والأقوى والاخرين جميعًا أقل منه فضلاً وقوة وشجاعةً وذكاءً؛ .. لايرغب في وحدة الصف والحوار مع المكونات الجنوبيه الا وفق شروطة واملائاته ، يعتبر نفسه مفوض من الشعب ، وبات لايصدق أن هناك من يمكن له ان ينافسه ، فـ الجنوب من وجهة نظرة بات مقاطعة وهو الوصي عليها ، ومن حوله رتلاً من المغفلين والاتباع ، يجيدون الصراخ العالي ، واستخدام المنابر الاعلامية لتزييف وعي الناس ، وايهامة بأنه قد صار رئيس وان كل الشعب معه وراضٍ عنه ، وسعيداَ بالخطوات التى يتخذها .

كذب عليه ابناء قريته والمحيطين به ، فصدِّق نفسه .. وحين قرر اجراء اختبار حقيقي لمعرفة حجمه ومكانته وشعبيته خارج محيط عدن ..كان الاختيار سيئاً والاسلوب والطريقة أسوأ .. والفشل مدوياً  .. أبحرت مليشياته واطقمة المسلحة صوب المكلا .. ضجت المدينة من هول مارأت .. من القادم ياترى ؟ ولمن كل هذة القوة العسكرية ؟ .. فتشت , نقبت  ،و تسألت المكلا واهلها عن انجازات الرئيس القادم اليها ، فوجدتها فارغة من اَي انجازات تخدم الناس .. لاشي اطلاقاً  ، لاشي سوى هشتاجات وشعارات واعلام ورسومات على الحيطان والجدران .. فقال المكلاويين مهلاً ! غداً ينجلي الأمرُ ... ووصل عيدروس جواَ  ولقب الرئيس يسطر على كيانه ووجدانه ، فوجد المطار خالياً على عروشة ، لا يوجد احد في استقبال الرئيس ، سوا نفراً من اتباعه ... ردت له المكلا وسلطتها المحليه والعسكرية ووجهائها وشخصياتها السياسيه والدينية والاجتماعية والقبليه الصاع صاعين .. التفت عيدروس يُمنة ويُسرة .. فأجابته  المكلا  : هذا وزنك الحقيقي ، مجرد رئيس لمكون جنوبي مثلك مثل غيرك من رؤساء المكونات الجنوبيه ... كان الكفيل الاماراتي حينها يراقب كل مايحدث .. وحين تأكد وأيقن بعد مرور 48 ساعه ، ان المكلا انزلت عيدروس عن مكانته من اول جولة ، وان الانتقالي ورئيسة لا يحظى بآي قبول في عاصمة حضرموت المكلا ناهيك عن الوادي والصحراء ، قرر حفظ ماء وجه الرئيس وقيادات الانتقالي واختصار برنامج وفصول المسرحية الى فصلين بدلاً عن ثلاثة ، واخبرهم برسالة واتساب ان طائرة الدجاج والخضار جاهزة للاقلاع .. وتيتي تيتي كما رحتي جيتي !

#شفاء_الناصر
18فبراير2019