البرلمان يدشن مرحلة "عض الاصابع" في جنوب اليمن
د. نيفين العلوي
نجاح الحكومة الشرعية بدعم كبير من المملكة العربية السعودية في عقد جلسة البرلمان في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت يتجه المشهد السياسي في اليمن نحو مواقف أكثر وضوحا وتباينا بين سياسة السعودية والامارات في اليمن ومغادرة لمناطق الوسط وربما أكثر حدة واستقطابا.
عودة البرلمان حمل دلالات قوية حول اصرار السعودية بالمضي قدما في انهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الشرعية كموقف مبدئي لايحتمل المخاتلة ولا المناورات السياسية، والذي ظهر عقب الموقف السعودي تحرك قوي لواشنطن لدعم الحكومة الشرعية في بناء المؤسسات الامنية والتعاون معها في ملف الحرب ضد الارهاب.
عقب القاء حجرة البرلمان الكبرى التي حركت مياه السياسة اليمنية الراكدة منذ الانقلاب، برزت سيناريوهات تعتبر بمثابة ارتدادات لانعقاد البرلمان قد تتخذها أبوظبي التي لاتخفي دعمها لاعادة عائلة علي عبدالله صالح الى المشهد السياسي التي تتخذ من حزب المؤتمر لافتة سياسية.
يفسر ذلك معارضة احمد علي صالح لانعقاد البرلمان على اعتبار في حال انعقاده سيفقد تيار صالح الكتلة الاكبر لصالح الرئيس عبدربه منصور هادي، فالرياض انحازت كليا لمؤسسات الدولة والحكومة الشرعية فيما انحازت ابوظبي كليا لكل ماهو خارج اطار مؤسسات الدولة اليمنية.
مؤخرا شهدت جبهات القتال ضد الحوثيين تراجعا للجيش الوطني والمقاومة في البيضاء والضالع، حتى تخوف البعض من عودة الحوثييين الى عدن مجددا بدعم اماراتي وإعطاء بطولة تحريرها هذه المرة لقوات طارق صالح بإسناد قوات الحزام الامني بقيادة هاني بن بريك.
قد يبدو السيناريو غريبا حد الاستهجان لكن لا غرابة في السياسة حيث المصلحة هي من تحدد بوصلة التحالفات، صحيح أن مايحدث في الجبهات لايزال ضمن التهديدات التي تستثمر سياسيا من قبل أبوظبي أمام الرياض في مرحلة عض الاصابع التي بدأت بانعقاد جلسة البرلمان والتي قد تستمر وتلقي بظلالها على مرحلة مابعد الحرب في اليمن.
المجاهرة بالعداء للشرعية والرياض تجسد في حضور هاني بن بريك ومدير امن عدن شلال شايع حفل تخرج دفعة من قوات الحزام الامني، ورغما عن أن اللواء شلال يشغل منصبا رسميا في الحكومة الشرعية اجبرته ابوظبي لحضور الحفل بحضور هاني بن بريك الذي لايحمل أي صفة رسمية و القى كلمة انتهت بالدعاء لعيدروس الزبيدي وشلال شايع، فيما غاب أي مسؤول من وزارة الداخلية عن الحفل.
بدا الحفل استعراضا اماراتيا للقوة من داخل عدن لم يعذر عن حضوره مدير أمن عدن الذي كانت ابوظبي سابقا تفضل تجنب ادخاله في الاستقطابات الحادة.
اضف الى تلك المؤشرات المقلقة اعتقال قوات النخبة الشبوانية عمال انبوب ضخ للنفط الخام المعد للتصدير وايقاف عملية التصدير بأوامر إماراتية كما قالت المصادر المحلية، حيث من شأن ذلك التحرك خنق الحكومة الشرعية والرهان على اسقاطها اقتصاديا.
نحن اذن في مرحلة مفصلية من المعركة ضد انقلاب الحوثيين حيث انتقلت من قتالهم عسكريا فقط الى مواجهة كل الكيانات التي امدته باسباب البقاء حتى اليوم بعد مرور 4 سنوات تحت كل اللافتات متدثرة بغطاء الشرعية والتي ستسقط معها مزيدا من اقنعة الزيف التي هدفت لاطالة الحرب واستنزاف السعودية.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1578159135649638&id=100003667007346