هل ينهي الانتقالي الحضور السعودي في جنوب اليمن وشرقها؟
منصور باوادي
هل سنشهد تغيرا في سياسة وأهداف الانتقالي؟ أم هم عليها سائرون من البداية ولكننا وقعنا ضحية الخداع والكذب؟
المستجدات التي تطرأ على الساحة يوما بعد يوم من قبل الانتقالي، تضعنا أمام احتمال بل حقيقة، ويبدو الخاسر فيها المملكة.
ولعلنا نوضح ذلك ببعض الإشارات العابرة.
ضبط البدايات دائما ما يسوق إلى معرفة النهايات، وهناك تشابه كبير في البدايات بين الحوثي والانتقالي، فالحوثي أول ما تشكل كجماعة صغيرة حرصت على تجميع الكثير من الشباب على أيديولوجيا معينة ما لبث أن تملّك السلاح وأصبح مليشيا ذات منعة خاض ستة حروب مع الدولة، حتى استقر به المقام شوكة في حلق المملكة من جهة شمال اليمن.
وفي المقابل نجد أن بداية الانتقالي ونشأته، لا تختلف كثيرا عن الحوثي، حتى كأنك تقرأ سيرة تشكيل وتكوين جماعة الحوثي تماما، فقد سار على نفس المسيرة الحوثية، حتى أصبح مليشيا تمتلك القدرة لخوض حرب بل حروبا مع الدولة وشوكة في حلق المملكة من جهة جنوب اليمن.
وآخر ما نتوقعه من الانتقالي أن يكون همه إقامة دولة جنوبية، أو يسعى لنيل الانفصال، فهذا الهدف تم تجاوزه بل طيه وفي طريقه للنسيان، أو على أقل تقدير تم ترحيله إلى ما بعد الانتهاء من المشروع الكبير، بعد أن طرأ تغيير واضح في الأهداف وأصبحت تتماهى مع الأهداف الحوثية، ولعل الوقت يسرّع بنا نحو الوجه الجديد للانتقالي ليبدأ عمله الجديد في مهاجمة المملكة، ليأخذ دور حوثي الجنوب ضد المملكة، وهذا ليس تخرّصا، فهناك مؤشرات تدل على ذلك وتبينه، فالحشد التي تشهده عدن وتكديسها بالمقاتلين وتسليحهم الذي يزداد يوما بعد يوم، يفتح المجال أمام ما نحن بصدده، إضافة إلى تصاعد الهجمات المتقطعة والتي تظهر حينا وتختفي حينا ضد المملكة من قبل الذباب الإلكتروني الانتقالي وتستهدف بعض الشخصيات السعودية وفي مقدمتهم السفير السعودي في اليمن، وفي المقابل نرى الرضا التام والدفاع المستميت عن الحليفة الأخرى.
ومنذ انطلاق عاصفة الحزم لاحظنا برودا لم يتغير إلى الان في العلاقة بين المملكة والانتقالي، ووصل في بعض مراحله لدرجة التجاهل التام من المملكة لقادة الانتقالي، وآخر تلك المؤشرات تورط الانتقالي في عمليات تهريب أسلحة من عدن جهة الحوثي.
الحرب ستسفر عن معادلة جديدة ربما نجد المملكة وقعت بين فكي كماشة، ولعل التصريحات التي بدأت بالبروز مؤخرا حول تحرير الوادي تأتي في نفس السياق، وإن كنت استبعدها حاليا ولا تعدوا كونها تصريحات جوفاء، لكنها تمهيد وتأتي في سياق مرحلة الإفراغ التام للجنوب والشرق وخاصة حضرموت من أي حضور سعودي لتبدأ الكماشة بأداء عملها، نسأل الله أن تخرج المملكة منها في سلام وأمان وكذلك حضرموت، وأن يجنبها طعنات الظهر.