وأنا اقول: #حضرموت_وطن_مستقل
منصور باوادي
أنا كحضرمي أجد أنفسي أمام كرة ثلج تتدحرج نحوي، وفي طريقها لجرفي نحو مستقبل مجهول.
تتصارع من حولي شعارات هوجاء عرجاء، منطلقها مصالح شخصية وأهداف خاصة، وإن تلبست بلبوس الوطنية، ولهجت بها صباح مساء، تظل رائحتها المناطقية تزكم أنوفنا، وتفسد هوائنا، فشعار (الوحدة أو الموت) منذ بدايته كان نزقا وحماقة ويحمل في أحشاءه طيشا وسفاهة، وإنما سيق للحفاظ على عروش المتنفذين لاغير، فالاستمرار في ترديده إلى اليوم استغفال للرأي العام الذي بات يعرف جيدا أبعاده ومراميه.
وفي الجهة المقابلة يطل علينا شعار آخر أخرقٌ أهوجٌ أرعنٌ، يشبه في كثير من صفاته الشعار الأول، بل أثبت فحص ال(DNA) بأن أصولهما واحدة، وهو شعار (حضرموت من الجنوب) فهذا لا يقل حماقة وسفاهة عما قبله.
كلاهما يظنان أن لهما الحق المطلق في تقرير مصيرنا ومع من نكون، وما هو اللون الذي ينبغي أن نتلونه، والشكل الذي نتشكله، والاتجاه الذي نتجهه، فبارق الشمال يلوح ب(الوحدة أو الموت)، وبارق الجنوب يحمل نفس الشحنات الرعدية (الجنوب أو الموت) ونحن نوهم أنفسنا بأنه عارض ممطرنا.
نحن نقف تحت سحب رعدية، وكلما اتجهنا جهة ما لاح لنا الموت في أعطافها، ومع هذا نعتقد أن النجاة فيها، فنهرع نحو الموت الذي يظهر لنا مرة في صورة جنة عدن، وأخر في هواء صنعاء العليل.
يالغباء قوم يلتمسون أثر من سبقهم من الهالكين، ويطرقون ذات الأبواب التي سامتهم سوء العذاب، ويستبدلون الذي هو أدنى بالي هو خير، ولا كأنهم أحفاد أبي العلاء الحضرمي ووائل بن حجر الكندي والمقداد بن عمرو.
بعد كل هذا العبث السياسي، فكلمة كفاية غير كافية في وقت الصوت العالي فيه للزند والسند، واصوات العقلاء أصبحت نوعا من السذاجة والبله، والتكتلات التي تحمل أطباعا عدة منها المناطقية والحزبية والعرقية هي السائدة وهي الرائجة، والمطلوب في معمعة هذا العهر والدياثة أن أكون أنا الحضرمي أكثر وطنية لوطن ليس وطني، وعليّ أن أضحي بوطني فدية وقربة للمصالح الخاصة والمناطقية المغلفة باسم الوطن والوطنية.
تعسا لكل الأطراف المتصارعة وكل القيادات ذوات الكروش المتخمة والأرداف الدانية التي تمارس العهر والخنا، وكل الإعلام الفاجر الممول مسبق الدفع، تعسا لهم أجمعين أكتعين أبصعين، ولا أخجل إطلاقا أن ارفع صوتي عاليا وإن كنت وحيدا بأن #حضرموت_وطن_مستقل.