منصور بلعيدي
حينما ينغلق الاجداد على أنفسهم ، ويكون الرجل منهم يدور حول ذاته ولايهتم بمستقبل ابنائه ويعيش غير عابئ بالعالم من حوله...فمثل هؤلاء لايصنعون مستقبل وطن ولكنهم يورثون خلفاً مثلهم.
فاذا ماحكم الخلف عبثوا وطغوا وعاثوا في الارض الفساد لانهم ورثوا حب الذات واللامبالاة بالآخرين فكانت النتيجة عبث وطغيان وجهل بابجديات القيادة فأدخلوا شعوبهم في دوامة مستمرة من الصراعات التي لاتنتهي .
ونحن في الجنوب منذ نعومة اظفارنا الى اليوم (وقد بلغت من العمر عتياً) لم نر في حكامنا الا نماذج لما وصفت.
وماشهده الجنوب منذ الاستقلال الوطني الى اليوم ماهو الا تجسيداً حياً لأزمة القيادة.
وكما قال احد الكتاب ( لم يحضرني اسمه) : في الجنوب كل شئ جميل. عدا انها ارض يحكمها الاغبياء من قديم الزمن..وتشتكي من أزمة قادة وكل من حكمها يفتقرون الي ادنى مؤهلات الحكم والقيادة.
ربما ان السبب هم الأجداد حين اهتموا بحاضرهم فقط ولم يفكروا بمستقبل اولادهم وتركوهم لقمة سائغة لكائنات تغتصب السلطة ثم تتوسع في بناء ذواتها وأسرها وحاشيتها وتنسى انها تسوس شعب ، سيأتي يوم القيامة يشتكي الي الله ظلم وجور من حكم فطغى وبغى وأفسد ولم يقم بواجباته وجعل الحروب و الهدم والقتل والجوع والفقر والتخلف عناوين انجازاته غير ابه بشئ مقابل ان يبنى ثروته ويشبع رغباته وجشع اتباعه.
الجنوب اليوم يواجه عقلية مغامرة وعبثية لاتعي معنى المسئولية الوطنية ولاتدرك تبعات ماتخطط له وهي عقلية ليست جديدة على هذا الجنوب فقد اختطفت الجنوب ذات عام ومزقته شر ممزق وفي نهاية المطاف سلمته بارد مبرد لـ علي عبدالله صالح فصار ماصار
انها أزمة حكم وانعدام ضمير واخلال بالمسؤلية وازمة وعي لشعب طحنه الفقر والجهل وأكل عظمه ولحمه.