تمر أمامنا الكثير من المشاهدات ونرى اشياء كثيرة في حياتنا، وقد تتكرر مشاهدة بعض المواقف في حياتنا لكننا نندهش أحيانا عند سماع حقيقة هذا الأمر..
فلو نظرنا للفرق بين نوعين من الصور التي قد نراها في مجتمعنا او في صفحات النت، سوف ننذهل من حقيقة ذلك. فمن واقع دراسة لي في هذا المجال فلنقارن الصور الجيولوجية بالصور الاعلامية.
يعمد الجيولوجي إلى تصوير التكوينات الجيولوجية التي يشاهدها وتعتبر منطقة دراسة له، لكنه يقيد صوره لأي تكوين بمرجعية (Reference) فمثلاً.. نشاهد احيانا صورة الجيولوجي فيها مطرقة او قلم او مسطرة وكل الادوات التي تطرح في الصورة معروفة الطول والقياس وعليه من خلال معرفة جسم معلوم القياس بالصورة نستطيع معرفة طول وعرض أي شيء بالصورة مهما كان الوضع غامض والمقاس كبير أو صغير، فهذه الصور ت عكس طبيعة المنطقة الحقيقة ويستطيع اي متتبع لهذه المهنة ان يدرك أبعادها.
أما الصور الاعلامية من جهة أخرى، فتعتمد على الزاوية التي تؤخذ منها، حيث ((( يستطيع الاعلامي صناعة الرأي من خلال الصورة)))، فقد يقوم بتكبير صغير أو تصغير كبير من خلال طريقة أخذ الصورة وتغطيتها اعلامياً. هذا الذي جعلني اربط بين الصورتين الجيولوجية ذات المرجعية العلمية والصور الاعلامية التي ليس لها مرجعية وغالبا انها لا تعبر عن الواقع وهناك صعوبة في معرفة ابعاد وحجم ما تحتويه الصور الاعلامية من مشاهدات، فيعتبر ضمير و صدق وامانة الاعلامي هم المرجعية الحقيقة لهذه الصور.
حتى تتضح الصورة أكثر، نقصد بالاعلامي هنا هو من يمتلك جهاز تلفون وينقل الأحداث من خلاله، لانه اليوم يستطيع اي شخص ان يصبح أعلامي وله متابعين ومعجبين بمجرد نقله لرآيه ومشاهداته خلال السويشال ميديا من (فيس، وتس، تويتر......... ).
فالاعلاميون المتخصصون نادراً ما نرى منهم نماذج غير واقعية، لكننا نسلط الضوء الآن على الغالبية الكبرى من اعلاميي الجوال ووسائل التواصل الذين يتصدرون مشاهدات ومتابعات الجمهور، فقد تجد اشخاص عاديين ويمتلكون متابعين قد يتجاوزوا الـ 24000 متابع وهو لايفرق بين التاء المربوطة والهاء وغير متعلمين وفاشلين مجتمعيا ومهنيا وفي نواحي كثيرة من الحياة، وأكثر من ذلك بانهم جعلوا من أنفسهم قنوات لنشر الفوضى والتخريب والعنف بصورة صبيانية غير واعية متعمدين تزييف الواقع بصورة غير حقيقة لأغراض مادية، او انتقامية، او سياسية حتى يصل إلى اهدافه الخاصة بصورة غير مشروعة على ظهور الغلاباء وجراحاتهم.
نرى الكثير من الجدل عند رؤية الصور الاعلامية لانها تعبر عن أمانة وصدق واخلاق المصور والتغطية للصورة، فاشخاص كثيرون ظلموا وهناك اخرون تم الترويج لهم واظهارهم بصور كبرى ووصلوا لمناصب عليا بسبب التغطية الاعلامية الكبرى لهم.
وأخيراً، قد تتفقوا معي في خطورة الصور الاعلامية التي تروج لخبر، حادث، شخص معين. وتحتاج منا إلى مزيداً من الفهم والوعي قبل التعاطي مع الكثير مما ينشر من صور وان نرى الابعاد الحقيقة للصورة قبل التعاطي معها وتصديقها، حتى لا ينجح من يستخدم هذا السلاح الخطير في تفريق الناس وبث سموم العنصرية والمناطقية والفساد الاداري والاخلاقي في مجتمعاتنا البرئية النقية.
وكما قيل #ما_يخمج_الماء_الإ_خس_البقر
فلا تتعاطوا معهم و ابعدوا الثور لقطل، لتدوم المحبة والوئام والأمن والاستقرار في مجتمعنا.