حين يكون المستهدف وطناً يصبح الحيادُ خيانة والصمت تواطئاً !
مهما اختلفنا في أفكارنا أوعقائدنا أو مبادئنا ، مهما ظلمَنَا بني جلدتنا وقومنا وأهل وطننا الواحد - فكل هذا لا يمكنه ابداً أن يبرر لنا خيانة الوطن بالصمت والحياد حين يكون الوطن مستهدف .
قد أختلف مع الحاكم ، وقد أمقته وأمقت حكومته ، قد يظلمني وطني، قد أحيا غريباً فيه بسبب ما ألقاه من ربعي وقومي وأبناء جلدتي ، لكن ما من عرف أو دين أو عقيدة أو فكر يبرر لي خيانة وطني.- أنه العار نفسه أن تخون وطنك ، أنه عار لن يكتفي أن تلبسه وحدك بل جميع أهلك وذريتك ، سوف ينظر لهم الناس شزرا ، سوف يزدرونهم ، ليس لأن الناس أشرار ، بل لأن الجرم الذي اقترفته عظيم ، وعظيمٌ جدا ، لذا فأنت به تظلم نفسك وأهلك فوق ظلمك لوطنك وأهل وطنك ، وما من شيء يغفر خطيئة خيانة الوطن ـ للأسف ـ ما من شيء أبدا .
إن خدمة الوطن تكليف وليست تشريف - خدمة الوطن يجب أن تكون بعيدة عن كل الحسابات الشخصية والمطامع الآنيه وصراع الاجنحة.. لا حياد ولا صمت تجاه من يستهدفون ويطعنون الوطن ويضللون العقول مهما كانت مكانتهم ومهما كانت الدوافع والمبررات .. الحياد والصمت تجاة من يسعون لتهديم المجتمع من الداخل، ومن يؤلبون عليه الأعداء ليهاجموه من الخارج خيانه .. وعندما يتجاهل المسؤول في الدولة هذه الحقيقة ، ويتمادى في تسيبه وتقصيره وصمته على من يتمادى في حق الوطن ، ولا يغضب الا عندما يتم تقييم أدائه ووضعه تحت المجهر ، هنا تكون الجريمة اكبر والإدانة أعظم والخيانة اوضح ، وماعليه سوى الرحيل .. فلا مكان لمن يرى الظلم بوطنة وشعبة ويلتزم الحياد والصمت تجاه المتورطين .
الشعب اليمني شب عن الطوق ويدرك تماماً مايجري حوله ولا يمكن خداعة ، ويملك القدرة على محاسبة من يخطئ في حقه وحق الوطن وشهدائة .. والتاريخ سيلعن من تحركه مصالحة الشخصية في القضايا الوطنية المصيرية ، وسيضعه في مواضع وضيعة ودنيئة بسبب صمته ووقوفه على الحياد تجاه الايادي العابثة بالوطن والمتورطة في ضرب الاجساد وسفك دماء الشهداء في سبيل النصر والحرية للوطن ..
إن الوطن في مرحلة الفرز ، ولا يحتاج إلى أنصاف الرجال أو أشباه المسؤلين ، وانما يحتاج لرجال مسؤلون كما هم ، بفقرهم وحاجتهم وغرورهم وغطرستهم ، رجال مسؤلون يوفون للوطن إرادة الحياة والكرامة ، يدافعون عنه ويحافظون على وحدته وسيادتة ونسيجة الاجتماعي ، وأفعالهم ومواقفهم على الارض تدل على وطنيتهم وصدقهم واخلاصهم
الوطن أطهر وأشرف وانقى من أن يجعل منه اي مسؤول ورقة ضغط على الشرعية للتنازل عن السيادة الوطنية .. ولتتصارع السعودية والإمارات بمعزل عن المساس بالوطن وسيادتة - والمسؤول الذي تحركة مصالحة الشخصية والذاتية والحزبية الضيّقة نحو طرف ما ، ويغض الطرف ويلتزم الصمت عن استهداف الوطن ،لايمكن أن يثق فيه الشعب اليمني ، لأنه حتماً سيبيع كل شيء مقابل الأموال الملوثة بدماء اليمنيين .. ولن يعتز اليمن واليمنيون الا بمواقف الشرفاء والاحرار والمخلصين الذين عاهدوا الله والوطن بالدفاع عنه والتصدي لكل المشاريع التي تمس كيانة وسيادته وترابة من أي جهه كانت ، مواقفهم ثابتة وشعارهم : لي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ ، وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا .
#شفاء_الناصر
2 - اكتوبر - 2019