فخامة الرئيس هادي واليمن بين تآمر الأعداء وخيانة الأذناب.
شهد التاريخ ومعه الحضارات والكتب السماوية عن عظمة اليمن واليمنيين وحضاراتهم، وسجل التاريخ الفعل والتفاعل الحضاري لليمنيين بحضارات عدة منها سبأ وحضرموت ومعين وقتبان وحمير ، ورسالات سماوية لدين الإسلام بملله المتعددة وعلى رأسها ملل اليهودية والمسيحية والمؤمنون، غير أن هنالك دورات تاريخية تعاقبت على اليمن خرج فيها اليمن واليمنيون عن فعلهم وتفاعلهم ودورهم الحضاري، وذلك بسبب تآمر قوى خارجية استطاعت التسلل للجسم اليمني من خلال خيانة بعض ابنائه الأذناب لهذه القوى، وهذه الدورات تمثلت قبل الإسلام في الوجود الفارسي والحبشي، وبعد الإسلام بالوجود الإمامي منذ وصول الهادي لصعدة، واحتلال الإستعمار البريطاني لعدن، ولولا خيانة الخونة من ابناء اليمن لما استطاع المتآمرون الهيمنة ودخول اليمن، وكان وما زال هدف هذه القوى هو استغلال الموقع الجغرافي والتجاري لليمن ونهب ثرواته ومنع اليمنيين من التنافس الإقتصادي والتجاري ضد هذه القوى.
وفي العصر الحديث تخلص اليمنيون من الحكم الإمامي بثورة ال٢٦ سبتمبر عام ١٩٦٢م ومن الإستعمار البريطاني بثورة ١٤ اكتوبر عام ١٩٦٣م، واكتملت الثورتان بتحقيق أهدافهما من خلال مشروع بناء الدولة الاتحادية بأقاليمها الستة الذي قاده فخامة الرئيس هادي ورعاه ودافع عنه، وبقيام الدولة الإتحادية سيخرج الإستعمار والإمامة من وجدان وحاضر ومستقبل اليمن واليمنيين، غير أن قوى التآمر على اليمن الطامعة في خيراته وثرواته ودوره وموقعه تكالبت مجدداً لتقوم بإنقلاب الإمامة بصنعاء وتمرد الإنفصال بعدن، مستخدمة نفس الأسلوب تآمر الأعداء وخيانة بعض الأبناء من الأذناب، محاولة بذلك إيقاف تنفيذ مشروع الخلاص اليمني، الباني للحاضر والمستقبل بقيام الدولة الاتحادية بأقاليمها الستة، وبالرغم من استيلاء الانقلاب والتمرد على مؤسسات الدولة ونهبها غير أن قوى التآمر وأدواتها وجدت أمامها شعبا صامد رافض ومقاوم لها ولمشاريعها ، وشرعية يمنية مختلفة يمثلها فخامة الرئيس هادي لم تستطيع التأثير عليه سواء بالتآمر الذي وصل حد القتل في صنعاء وعدن، ولا بالتهديد وقتل الأقارب واختطافهم ولا بالترغيب والترهيب.
لقد تآمر عليه الحليف وغدر به الشقيق لكن هذه القيادة التاريخية لم تفرط باليمن الوطن والشعب الأرض والثروة، واستطاعت بحنكة إفشال كافة محاولات قوى التآمر وأدواتها من الخونة الذين باعوا وطنهم وشعبهم وحاضرهم ومستقبلهم، وهاهي مشاريعهم تواجه الخذلان والسقوط، رغم حروبهم المدمرة على اليمن وشعبه وأرضه، وستنتصر الشرعية ومشروعها وسيختفي ويذهب المتأمرون وأذنابهم من الخونة في مزبلة التاريخ كما ذهب واختفى من سبقهم تلك سنن الله وقوانين نصره.
د عبده سعيد المغلس
٢-١٠-٢٠١٩