.
كل ثورة تحمل في داخلها منهجية التغيير والتحديث, فهما ركيزتا التطور المنشود في كل الثورات، والتغيير في ثورتكم حمل عنوان "ارحل" والتحديث في ثورتكم حمل عنوان "الدولة الاتحادية" وكانت ثورتكم تأسيس للجمهورية الثانية، المتوجة لمكاسب واهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، والهادفة لليمن الإتحادي الجديد، المؤسس لدولة المواطنة، بديلاً عن دولة العصبية، والتي أسس لشرعيتها ومشروعها فخامة الرئيس هادي، ومعه الشرفاء المحبون لوطنهم، وعندما ادركت ثقافة الفيد والعصبية الإمامية والمناطقية والقبلية أن هذا التأسيس بدولته وشرعيته ومشروعه، سيستأصل وجودها، تأمرت وانقلبت على ثورتكم وشرعيتكم ومشروعكم.
لقد سبق أن كتبت في أوج ثورتكم عام 2011م محذرا لكم من خطرين الأول هو خطر الإرتهان للحاجة " والخطر الثاني هو "حماس الشباب في مواجهة دهاء الشيوخ" واليوم أحذركم من خطر أكبر, يواجهكم كثوار وحملة لمشروع التغيير والتحديث, وهو خطر تواجهونه ضمن مقتضيات معركتكم وكفاحكم المستمر، ضد الانقلاب وبناء المستقبل, لاستكمال ثورتكم وتحرركم, ويقوده ضدكم الإنقلابيون والمتآمرون عليكم , وعلى ثورتكم وشرعيتكم ومشروعكم ووطنكم, وهو خطر "تشويهكم وتشويه ثورتكم وشرعيتكم ومشروعكم" وهاهي ثعابينهم، تنفث سموم حقدها وكراهيتها وتآمرها، سعيا لتدميركم بثورتكم وجمهوريتكم، بوطنكم وشرعيتكم ومشروعكم.
فلا تقعوا في فخاخ هذا الخطر المدمر الذي يوظف غرائز وعصبيات وجهل البعض منكم، لتحقيق تآمره وعدوانه، لذلك تمسكوا بثورتكم وجمهوريتكم، بشرعيتكم ومشروعكم, وبوطنكم ووحدتكم, في مواجهة أعدائكم الظاهرين والمخفيين والمتربصين, لتستكملوا طريق التغيير والتحديث، وبناء وطنكم الإتحادي، فأنتم المستقبل وهو مستقبلكم.
فلا مستقبل لكم في أوطان العصبيات غير التقاتل والدمار والكراهية، وحده وطنكم اليمن الإتحادي, يضمن لكم استكمال ثورتكم وبناء دولتكم, ومستقبلكم وعيشكم وتعايشكم، فهو وطن المواطنة لا العصبية، فلا تفرطوا بأنفسكم وبثورتكم، ولا بشرعيتكم ومشروعكم.
د عبده سعيد المغلس
١٠-٢-٢٠٢٠