السفير السعودي في اليمن، يتصرف كأنه الحاكم بأمر الله، ليس حاكمًا مدنيًا فحسب، بل وكمسؤول انتداب عسكري. تصريحه الأخير يكشف درجة الوقاحة التي يتعامل بها المسؤولين السعوديين في اليمن. يقول السفير : ليس من المقبول أن يتواجد الجيش في أبين بينما مأرب تتعرض للتهديد..؟!
هذا الكلام ليس مجرد نصيحة عسكرية من جنرال صديق، يخشى عليك الهزيمة؛ بل وصاية سافرة من دبلوماسي بلا أخلاق، يمنح نفسه الحق بتحديد ما هو مقبول وليس مقبول.
يكبلونك عن الحركة، يصادرون قرارك، يهيؤون لك كل أسباب الوقيعة، ويضعونك تحت التهديد، ثم يخرجون ليقدمون لك النصائح كيف يجب أن تتصرف.
لو أن لدينا مسؤولين يحترمون أنفسهم؛ لخرج علينا وزير الخارجية ببيان_على الأقل_يستنكر فيه تصريحات كهذه، ويؤكد أن السلطة الشرعية وحدها هي من تملك الحق بتحديد أماكن تواجد القوات وكيفية توزيعها.
إذا كانت مأرب منطلقًا نحو صنعاء_أو هكذا نأمل_فإن أبين نافذتنا نحو عدن، وعدن ليست أقل أهمية من صنعاء، يا سعادة السفير المحترم.
على مدى عقود، وفي أشد مراحل الدولة اليمنية ضعفًا، ظل النفوذ السعودي في اليمن يحتفظ بمسحة حياء في سلوكياته العامة وشكل من المراعاة الخجولة لتقاليد التعامل مع الدولة اليمنية وسلطاتها، إلا أنه لم يبلغ هذا المستوى من السفور كما يتجلى لنا اليوم..نحن أمام مستوى قياسي من الوقاحة الواثقة بنفسها، خليط من البداوة وروح الاستعلاء والبلادة المدججة بالنفوذ والقوة.
شرعية بلا كرامة وتحالف بلا حياء.. اليمنيين في الداخل والخارج، تدبروا طرقكم في الخلاص، ما لم سيظل مصيركم رهينة في أيدي شرعية مستلبة وعربان أنذال وسنظل عالقين في الجحيم بلا أفق معلوم.