مأرب التي جرب حربها الحوثيون في ٢٠١٥ هي مأرب التي يحاول "كتبة المَحَوات والتعاويذ" أن يختبروها اليوم.
قبل أيام استشهد أحد أبنائها في صرواح، وذهب المعزون إلى بيت أسرة الشهيد، فلم يجدوا أحداً، سألوا عن والده الذي سبق وأن قدم شهيدين قبل الثالث، فقيل: "لهم لحق بالجبهة في صرواح، وقال إن العزاء هناك."
هل تذكرون الشهيد أبا الشهداء الخمسة؟!
مشكلة الكهنة أنهم لا يتعلمون الدروس...
لا يؤسف في هذه الحرب المفروضة إلا أن هؤلاء الدجالين غرروا بإخوتنا لقتالنا، دون أن يعرف هؤلاء الإخوة أن الكهنة لا يعيشون إلا على ضرب اليمنيين باليمنيين، حتى إذا أُنهكت الأطرافُ جميعها كشفوا عن أهدافهم الحقيقية التي يغطون عليها بشعارات محاربة أمريكا وإسرائيل.
وكلمة أخيرة: إذا أبى عيال الكاهن الأكبر بدر الدين إلا أن يعيدوا الكرة، فما عليهم إلا أن يصدقوا مع المغرر بهم، ويقودوا بأنفسهم معركة مأرب، وحينها سيكون الدرس أكثر وضوحاً، لأن صحراء صيهد التي التهمت جحافل الرومان قديماً هي ذاتها التي تستعد لوأد مشروع فارس في مهد العرب الأول.
وصف المؤرخون حملة الرومان على مملكة سبأ بأنها كانت "كارثية"، إذ التهمت الأرض معظم جيش الرومان الذين عاد قائدهم مهزوماً، مخلفاً جثث جنوده في رمال الصحراء.