حقيقة الخلاف بين الإصلاح والإمارات وأدواتها!

2020/04/28 الساعة 10:42 مساءً


صدام الحريبي

في البداية لم يكن هناك أي خلاف في اليمن بين الإصلاح والإمارات، لكن الإمارات كانت متوجسة من الإصلاح كونها تصنفه أحد الامتدادات الفكرية لحركة الإخوان المسلمين العدو الألد للإمارات، وشخصيا لا أعلم سببا واقعيا مارسه الإخوان حتى تمنحهم الإمارات كل هذا الحقد الزائد عن اللزوم، لكن كما ذكرت في مقالات سابقة لي أن الماسونيين لهم يد في الموضوع وبقوة.

عموما نفى الإصلاح أي علاقة بحركة الإخوان وقال إنه حزبا سياسيا وطنيا تعنيه الأمة اليمنية أكثر من غيرها.

لكن الإمارات خمّنت أن نفي الإصلاح هو حركة سياسية فقط، وبقت العلاقة متوترة بين الطرفين لكنها غير معلنة.

لم يكن الخلاف معلن بين الإصلاح والإمارات حتى سيطرة الأخيرة على عدن بشكل مستفز، حيث داست على السيادة اليمنية، الأمر الذي أثار حفيظة قطاع واسع من جماهير الإصلاح فبدأوا بمهاجمة الإمارات إعلاميا مطالبين نظامها باحترام الشرعية والعمل تحت يافطتها..

انزعجت الإمارات كثيرا من الحزب وبدأت بمهاجمته، رغم أن الإصلاح لم يهاجم الإمارات رسميا، بل كان المهاجمون مجرد أعضاء وجمهور فقط.

لم تستطع الإمارات كسب الرئاسة اليمنية إلى صفها في مواجهة الحزب،
فبدأت بالبحث عن شخصيات ومجاميع مسلحة لتبنيها وحاربت بشراسة كل من يعارضها خصوصا من الإصلاحيين، وبدأت بتنفيذ عمليات الاغتيالات في عدن، حيث دشنت هذه العمليات باغتيال محافظ عدن الأسبق "جعفر محمد سعد" في ٦ ديسمبر ٢٠١٥م لتتوالى بعد ذلك الاغتيالات في حق خطباء ودعاة وسياسيين معظمهم من الإصلاح التكتل السياسي الذي اتخذت الإمارات منه عدوا دون أن يستعد لها أو أن يختار هذا الطريق، فقد كان الإصلاح يعد الإمارات حليفا استراتيجيا للشرعية الذي هو جزء منها..

ظلت الإمارات تحرض الإرهابيين بقيادة الإرهابي هاني بن بريك في عدن وانتقلت إلى تعز وجندت الإرهابي عادل عبده فارع أبو العباس ضد الحزب في تعز والذي بدوره اغتال أكثر من ٣٠٠ مواطن وجندي من جنود الشرعية خلال وقت قياسي، لينتهي الأمر بصمت الإصلاح في عدن وانسحابه من المشهد، وطرد أداة الإمارات في تعز أبو العباس بشكل رسمي وإبعاده إلى منطقة بعيدة عن المدينة.

قتل الحوثيون عفاش حليفهم الذي واجه الإمارات والسعودية بالسلاح لسنوات إلى جانبهم، وذهب نجل شقيقه طارق وعقد اتفاقا مع الإماراتيين، وبدلا من الانتقام لعمه والعسكرة في تخوم صنعاء، أصرت عليه الإمارات أن يذهب إلى الساحل لهدفين، أحدهما اقتصادي وهو السيطرة على ميناء المخا ومضيق باب المندب، والآخر سياسي وهو مضايقة السلطة في تعز التي تصنّفها الإمارات أنها إصلاحية مع أن كل المحافظين الذين أداروا المحافظة منذ الحرب ينتمون لحزب المؤتمر حليف الإمارات..

ذهبت الإمارات إلى سقطرى ونشرت فيها قواتها بدون أي مبرر كون سقطرى لا توجد فيها أي عمليات عسكرية، الأمر الذي جعل جماهير الإصلاح يهاجمون ومعهم عامة الشعب ذلك الموقف الإماراتي بشراسة، فوصل العناد بالإمارات إلى محاولة احتلال الجزيرة وتهريب آثار منها، ليعلن رئيس الوزراء آنذاك والذي كان متواجدا في سقطرى الدكتور أحمد عبيد بن دغر وينتقد بحده الموقف الإماراتي، فجن جنون الإمارات وأعلنت الحرب ضد حزب الإصلاح رسميا..

عند ذلك أدركت الإمارات أن الجو في اليمن كان مهيئاً لها ولن يعمل على تعكيره أحد غير الإصلاحيين فقط، فالناصري وافق تسليم تعز للإمارات بل وتحالف مع أداتها هناك المتمثلة بالإرهابي أبو العباس، والمؤتمر قدم لها الغالي والرخيص، والاشتراكي مع من غلب، والرئاسة يتم ممارسة الضغوط عليها، فلم يتبق سوى الإصلاح ومعه ثلة من الشعب أمام أطماع وممارسات الإمارات ومع ذلك ليس بشكل رسمي..

وضعت الإمارات اسم الإصلاح على القائمة واستبدلته هدفا رئيسا يجب الخلاص منه بدلا من الحوثي، وظلت تمارس الحروب العسكرية والسياسية والإعلامية وحرب الاغتيالات ضده حتى أنها جلبت شركة أمن أمريكية تحوي قتلة ومرتزقة لاختطاف أرواح الإصلاحيين واغتيالهم وذلك موثق باعتراف رئيس الشركة الاسرائيلي الجنسية "أبراهام جولان"..

حاولت الإمارات الانتقام من الإصلاح وأسقطت عدن رسميا عبر أدواتها في أغسطس ٢٠١٩م ومرت من أبين ووصلت إلى تخوم شبوة، لكن الأمر تغير في شبوة التي تصنف الإمارات سلطتها على أنها معارضة لها وموالية للشرعية، فكسرت شبوة الإمارات وأعادت أدواتها إلى عدن، وكادت قوات الشرعية أن تدخل عدن، الأمر الذي جعل الإمارات تتصرف بجنون بعد إدراكها أن أدواتها ليست في مقام الأبطال المقاتلين فاستخدمت طيرانها الحربي وقتلت عشرات الجنود التابعين للجيش اليمني الشرعي، لتنتصر لنفسها المُهانة أولا ولأدواتها التي لم تصمد ساعات أمام ثلة جنود رغم أن أدواتها المدربة تمتلك أكثر الأسلحة تطورا..

ولذلك حتى اليوم تتخذ الإمارات من الإصلاح عدوا لدودا لها في حين أن الإصلاح لم يتخذ قرارا مثل ذلك، لأنه حزبا سياسيا يتعامل بالجوانب السياسية ويقر ما تقره الشرعية فقط، لأنه إن تحول إلى قوة عسكرية فالأرض أرضه والمكان مكانه كونه يمنيا وستندم الإمارات أنها اتخذت منه عدوا يوما وسيدفع الجميع ضريبة ذلك، لكن تفكير الإصلاح من وجهة نظري أعقل وأبعد من ذلك رغم أن هناك تقصيرا كبيرا يراه جماهير الحزب ولا يعلم ما يحدث تحت الطاولة من ضغوطات غير الله والقائمين ونحن كشعب ما زلنا نثق بهذا الحزب كثيرا.

#صدام_الحريبي