**
*منصور بلعيدي*
الفهم غاية في الاهمية بالنسبة للانسان عموماً .. ومن اجل ذلك ركز الاسلام على الفهم قبل الاعتقاد.. فقال جل في علاه. ( اقرأ باسم ربك....) لان القراءة مصدر الفهم..
ولن تفهم تفاصيل شيئاً من وقائع الحياة الا من خلال القراءة عنه لانها تولد المعرفة.. والقراءة مفهوم عام لجميع المعارف.. بغض النظر عن الفهم الغريزي المباشر لصغائر الامور كبديهيات ربما يتساوى فيها الفهم البشري مع الحيواني.. مثل القرائز والتناسل وما في حكمها.
لكن الامور الكبيرة ذات الطابع العام الموثر في حياة البشر لن تفهم الا بالقراءة والتعلم.
فمثلاً : لاتكتسب الثقافات والعلوم النظرية والتطبيقية الا بالقراءة والتعلم.
.وفائدة القراءة والتعلم انها تزود العقول البشرية بالفهم السليم لمجريات الحياة وتطوراتها..
فاذا ضعف الفهم فقد ضعفت المعرفة واذا ضعفت المعرفة صدرت احكام غير سليمة علئ مستجدات الحياة ورأيت البعض يخبط خبط عشواء فيضر من حيث اراد ان ينفع.
ان الفهم الصحيح ينتج احكاماً صحيحة لايعتريها النقص
حتئ وان كانت تلك الاحكام لاتروق للبعض لانها تخالف رغباتهم لكنهم في داخل نفوسهم يقرون بصوابيتها وان عارضوها شكلاً من باب.
(وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلماً وعلواً..).النمل.
ولايليق بمن يدعي الوعي والمعرفة ان يصدر احكاماً تتصادم مع الواقع فيقع فيما يشبه الانفصام..
وذلك يجسد نقص الفهم الذي، يقوده الي ان يبخس الناس، اشيائهم تحقيقاً لرغباته الذاتية لا كمتطلب واقعي يستفيد منه الناس ويهدف الى تشكيل راي عام مدرك للتطلعات والآمال .
وبخس الناس اشيائهم يفضي حتماً
الى تصادم الافكار والرؤى وبالتالي يولد صراع الاضداد.
وخلاصة القول : ان الذي يحترم نفسه بالتأكيد سيحترم الاخرين ولن يصدر عليهم احكامه الجاهزة لمجرد عدم فهمه لمايصدر منهم فيتهمهم بفهمه السقيم رجماً بالغيب..والغيب لله وحده...
فالبعض لايرتقي فهمه لمعرفة ماتطرح فيرميك بالويل والثبور وعظائم الامور ويصنفك عدواً لدوداً ويصدر احكاماًجاهزة ضدك دون اي اعتبار لحقيقة ما انت عليه...والمؤسف حقاً ان يخوض في هذا المضمار اناس كنا نظنهم على مستوى عال من الفهم فاذا هم مجرد صور بلا روح.!!
وقد لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في نشر مثل هذه الافكار القاصرة حين صارت ساحة مفتوحةً لمن هب ودب.