الإسلام السياسي المصطلح الصنم !

2020/10/30 الساعة 01:42 صباحاً

ظلت الحكومات الاستعمارية، و الأنظمة المستبدة، تلوك مصطلح الاسلام السياسي منذ مدة من الوقت، و قد زاد حجم و مساحة استخدامه بشكل أكبر في الآونة الأخيرة - و دائما - يتم الترويج له من قبل القوى الاستعمارية، و السلطات للأنظمة المستبدة.

   و مثلما كان الاستعمار و الاستبداد مسؤولان عن مد مساحته و شمول استخدامه ، تلقفته كذلك قوى سياسية و اجتماعية،  انخدعت بالتأثير الغربي فتنكرت لهويتها، و أدارت ظهرها لتاريخها ، أضف إلى ذلك ضيقها بالمنافسة و الحضور اللافت لليقظة الإسلامية في المجتمعات العربية و الإسلامية. 

 

   أراد مصنعو مصطلح الإسلام السياسي قطع الطريق أمام أي إرادة حرة تسعى لقيادة و إحداث التحولات التنموية الكبيرة و الشاملة،  سياسيا  و ديمقراطيا و اقتصاديا .. و غيرها؛ يقوم على أساس من هوية الأمة و فكرها و ثقافتها، فراحوا يشوهون تلك المساعي، و يشككون بتلك الإرادات،  سعيا منهم لقطع الصلة بفكر الأمة و عمقها الرسالي و الحضاري ؛ و لتفكيك المجتمعات العربية و الإسلامية، و منعها من يقظة تتحقق، و صحوة تتأكد، و تطور ينهض .

 

   جيء بهذا المصطلح الصنم، ثم صوروه بالبعبع المخيف، و الكائن المرعب ، وقدموه بكل نقيصة، و نسبوا له كل سلبية و رذيلة . و تبنى المستفيدون من هذا المصطلح الصنم - حكومات و قوى سياسية - توظيفه لما يخدم أغراضهم و مآربهم ؛ ليوحوا للشعوب أن هناك إسلام سياسي، و إسلام غير سياسي، و إسلام قديم، و إسلام حديث، و إسلام صحيح و إسلام غير صحيح ، و إسلام مودرن ، و إسلام متخلف .. الخ. تلك المصطلحات التي تتفاقه و تتعالم بها النفسية الاستعمارية .

   و أصبح الغرب - عند البلهاء - هو من يعرف الإسلام الصحيح، و على المسلم ( الحقيقي ) بحسب فتوى ماكرون أو بوش .. مثلا، أن يكون رب إبله فقط، و للدين رب يحميه .

    هكذا يملي المستعمر، و لهذه الإملاءات يستجيب العبيد، و يبتهج لها المنبطحون ، و يتبضّعها المفلسون، و يجتهد في فرضها تلامذتهم المطيعون .

 

   للصهيونية من يحميها، و لللبرالية من يدافع عنها، و للإباحية من يتبناها .. و على المسلم أن يكون رب إبله فقط ، و إياه .. إياه (!!) أن يكون في دينه سياسة، أو يفكر بحرية أو كرامة، أو يتطلع لعدالة أو مساواة، أو تنمية  و تطور  . فإن هو سعى لذلك، و تحرك للتغيير، و طالب بالحرية، و رفض العبودية، و قاوم الظلم و ندد بالتطبيع ، و دعا للعدالة ؛ فقد وقع في المحذور، و الخطر الشديد، و الإرهاب، و عصى واشنطن، و خالف فتوى باريس، و أخذ بالإسلام السياسي و سيفقد ( الإبل ) !!

 

    و لهذه السطور أن تسأل  المخدوعين بالمصطلح الصنم - الإسلام السياسي -  هل مايزالون في معاطن الإبل !؟ أم تراهم استيقظوا !؟

 

   لقد سقط هذا المصطلح، و انكشف أمره،  و فضحت سوأته !

 

   تعالوا نسأل المخدوعين في معاطن الإبل و الطائفين حول المصطلح الصنم : هل تصريح ماكرون و هو يقول : الإسلام يعيش أزمة، كان يوجه فريته للإسلام السياسي، أم أنه كشف عما بداخله فقصد الإسلام برمته و كماله ؟

و سؤال آخر : الرسوم المسيئة للرسول العظيم،  هل كانت تهاجم الاسلام السياسي، أم تسيء للرسول الكريم نفسه،  و هو رسول الإسلام،  الذي بشر به عيسى عليه السلام!؟

   لقد سقط المصطلح الصنم، و افتضح المفتتنون به، و انكشفت سوءتهم أجمعين. 

    لقد سقط مصطلح الإسلام السياسي، و على صنّاع الأصنام( تطبيع) صنم آخر ينشرون من خلاله العداء، و خطاب الكراهية.