عادل الشجاع
تكتب مأرب فصلا جديدا من التاريخ الذي صنعته ذات يوم وأضاءت به وجه العالم حضارة وسلاما واستقرارا وفي إحدى المحطات صنعت تاريخ الجمهورية وأسقطت الإمامة مضرجة بدمائها الملوثة بالعنصرية ، وهاهي اليوم تمرغ أنف الإمامة - التي تريد أخذ اليمن إلى التيه والجهل والظلام - بالتراب .
وحيدة تقاتل مأرب بشبابها والشيوخ الذين أنجبتهم أرض سبأ ومنحتهم صلابة الإرادة ليقفوا بأجسادهم سدا منيعا في طريق العصابة الإرهابية التي تريد استباحة الأرض والعرض والكرامة لخدمة الأجندة الإيرانية والصهيونية .
وحيدة مأرب ، تقاتل باسم اليمن ، نيابة عن الأمة التي تخلت عن دورها في مواجهة التمدد الإيراني الذي يسعى إلى إلتهام الجميع وتقاسم الخريطة العربية مع الصهيونية ، في الوقت الذي تقاتل فيه مارب نيابة عن اليمن وعن الأمة ، هناك من اليمنيين الجمهوريين من امتلأت قلوبهم بالحقد الشخصي وأصيبت عيونهم بالعمى ينتظرون سقوط مأرب ، بل ويتمنون سقوطها نكاية بنصفهم الآخر الجمهوري .
وحيدة مأرب ، تقاتل أعداء الحياة ، حياة اليمنيين والعرب جميعا وحقهم في مستقبل أفضل ، تقاتل في حين جميع الجبهات متوقفة تحرس الهدوء فيها حتى يعود الحوثي من معركته في مأرب ، وهكذا يكون على مأرب أن تدفع بعض وهج الجمهورية المقدسة بالدم لتعويض الغياب المفجع لبقية الجبهات .
اختطفت العصابات المسلحة بعمى الأوهام وأعلام الانفصال المزينة بالنجمة السوداء عدن وأخرجتها من معركة اليمن الكبرى ، فيكون على مارب أن تدفع من دمائها دية الإبقاء على الشرعية والجمهورية والوحدة وعودة الوعي بحقائق التاريخ والجغرافيا والهوية الوطنية .
تاهت تعز بين الجمهورية والإمامة ، بين الوطنية والعنصرية ، بين الفوضى وقسوة المليشيات ، بين المناطقية والمدى المفتوح بالوحدة ، فتكبدت مأرب من لحمها ثمن تصحيح المسار وقدمت صورة أخرى بأنها الأرض المطهرة بدماء الشهداء وأنها لن تكف عن بذل الدم حتى يستنزف العدو آخر قطرة من دمائه الملوثة بالعنصرية .
انفجرت صنعاء بكل خطايا الإماميين واستكان أهلها للظلم ومصادرة حقهم في الحياة وفي العيش ، ولم يتمكن هذا الاستسلام من غسل جراحها ، لذلك أخذت صنعاء بعيدا عن أهلها ، وحينما تقدم الساحل بمقاومته وقدم النموذج الصحيح متخطيا الانقسام السياسي المعزز بالسرطان المناطقي وصواعق التفجير الحزبي ، قيدوه باتفاق السويد وقالوا له شكرا لقد قاتلت وانتصرت وعليك أن ترتاح الآن وتريح سلاحك .
مأرب تقاتل باسم اليمن والعرب ونيابة عنهم ، ومن أجل حقهم في أرضهم ، وفي حياة كريمة فوقها لا تحتها ، وفي ظل رايات الجمهورية تقدمهم إلى مستقبلهم وليس في ظل العلم الإيراني ورايات الجهل والتخلف ، مأرب تقاتل من أجل كل يمني حر ، تقاتل الإماميين الإرهابيين قتلة اليمنيين وأصحاب مشاريع قد اندثرت منذ قرون .
ليس لمأرب إلا دمها مدادا لكتابة المستقبل اليمني وقد بدأت في كتابته ، وهاهي الصفحات الأولى مطرزة بدماء الشهداء من مأرب وصنعاء وذمار وتعز والمحويت وشبوة وحجة وأبين والمحويت وعمران وحضرموت ولحج وريمة والحديدة وإب والبيضاء وعمران ، فالمعركة واحدة والأرض لليمنيين ، هم أهلها وسيحمونها ومأرب اليمن هي الشاهد والشهيد ، وعلى القبائل والأفراد الذين يقاتلون نيابة عن الحوثي أن يوفروا دماءهم وألا يجعلونها ضد الوطن وفي سبيل عبوديتهم ، فنهاية هذه العصابة أضحت أقرب إليها من حبل وريدها .