سبتمبر الثورة و الإصلاح

2021/09/11 الساعة 09:38 مساءً

أحمد عبدالملك المقرمي

 ها هو ذا سبتمبر الثورة ؛ سبتمبر 26/ 1962م. يطل، ويطل معه شموخ الثوار الأحرار الذين ظلوا يطرقون أبواب الحرية ؛ بكل يد مضرجة يدق ، حتى هدموا الطاغوت، ودكوا عرش الطغيان الإمامي البائد.

 يطل سبتمبر، و هو هذه المرة مَن يدق أبواب الأحرار، وهو هذه الكرة من يستنهض شموخ الثوار ، و يخاطب كل الأوفياء، و يعتب على الجمهوريين ؛ أن سووا صفوفكم، وروموا أهدافكم، أهداف الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر، و لا تفقدوا بوصلتكم، فتشرقوا بتبعية، أو تغربوا بمسكنة، فالأحرار يمضون قُدُما، و يتحركون أُنُفا، يصدقون بما عاهدوا الله عليه، و ما يغيرون و لا يتغيرون، و لا يبدلون تبديلا.

 كل حر اليوم يسمع نداءات سبتمبر: أن سووا صفوفكم، واحشدوا طاقاتكم، و استنفروا جهودكم، فالجمهوري يملي و لا يُملَى عليه، و يَصُفّ في خنادق النضال، و لا يصطف في طوابير الإملاءات ، يروم وحدة الصف، و لا ينقاد لطغاة التمزيق، يستجيب لنداء التوحد و الوحدة، و لا يُساق الى معسكرات التفرق و الفُرقة و الاختلاف!

 سبتمبر الثورة و الثوار ينادي الجمهوريين: أن سووا صفوفكم، و تساندوا. و تكاتفوا، و انحازوا للشعب و الوطن، و يوم تفعلون ذلك فأنتم تجددون للثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر ألقها، وتؤكدون السير على أهدافها، وتعزمون بإصرار على إسقاط مشروع الظلام الكهنوتي للحوثيين، وإفشال مخططات الاستعمار و فضح أدواته الخائبة.

  ها هو ذا سبتمبر يطل على الجمهورية و الجمهوريين ؛ فيناشد كل حر، و كل ضمير : أن سووا صفوفكم، و لا تتفرقوا أيادي سبأ، و لا تتمزقوا شيعا، و شللا .

فمرحبا بسبتمر، و مرحبا بالصف الجمهوري الصادق الذي يترجم جمهوريته و صدقه وحدة، و اتحادا، وانحيازا للشعب و الوطن، بلا انقياد أعمى ، و لا تبعية ذليلة.

 و أطل كذلك سبتمبر الإصلاح، سبتمبر إعلان مولد التجمع اليمني للإصلاح، معلنا الذكرى الحادية والثلاثين و هو كذلك ينادي الإصلاحيين : أن امضوا بثباتكم المعهود، و شموخكم المعروف، و بذلكم المتألق والمتميز، و أنتم تهتفون :

و للأوطان في دم كل حر   يد سلفت و دين مستحق

   يمضي الحر للانتصار لهويته  و لحرية الشعب، و كرامة الوطن ، دون أن يسأل ؟ و أين فلان؟ و لماذا لا نرى علان؟ فحين يحتاجك الوطن، و تستنهضك الهوية، فلا مجال لربط الواجب بغياب فلان، أو تخاذل علان أو خيبة تبعيّة زعيط أو معيط !

    هكذا تمضون أيها الإصلاحيون و الإصلاحيات ! سبع سنوات في ميادين أداء الوجب ببذل و تضحية و فداء، ودون منٍّ، أو تفاخر ، أو استعلاء .

   لقد نادى الوطن أبناءه ؛ فلبيتم النداء، و ليس أمام الحر في شدائد الوطن و محنه إلا أن يلبي النداء، و كنتم كما قال القائل :

       تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد

       لنفسي  حياة  مثل  أن  أتقدما

   فطوبى لكم هذا العزم، و مرحى لكم هذه المواقف، حيث لم يكن حالكم، حال ذلك الذي يقول، و قد تحسس جيبه فخاف الإنفاق،  أو تحسس رقبته، فخاف الإقدام :

     و لو أنني في السوق أبتاع غيرها

      و جدّك  ما باليت  أن  أتقدما

 أيها الإصلاحيون و الإصلاحيات؛ ستسمعون، من المنصفين نصحا طيبا، أو نقدا مفيدا، فخذوه قولا نافعا، و نصحا قيما، في التصحيح و التقييم لكل خطأ أو عوج، فمن لا يعمل لا يخطئ، و كل بني آدم خطاء، و خير الخطائين التوابون، كما يقول سيد المرسلين.

 و ستسمعون من متحامل أذى كبيرا، و من بعضهم افتراء كثيرا، فلا تأبهوا للمتحامل، ولا، تكترثوا لافتراءات أولئك البعض، فإن أعلا الناس صراخا، و أكثرهم عويلا، المتحاملون  و المفترون .

   فلنجدد العهد، و لنضاعف الجهد، جنبا إلى جنب مع كل أحرار الوطن و جمهورية بلا استثناء.