اللحية : بين الاعفاء المطلق والحلق المطلق.!!*

2021/10/06 الساعة 08:10 مساءً

*منصور بلعيدي*

اللحية اصبحت احدى المشكلات المعاصرة في الوسط الاسلامي وبالطبع يأتي الخلاف في اللحية من قبل اصحاب العقليات الصغيرة التي ركبت الموجة واهتبلت الافتاء حين تخلت الدولة عنه فأصبحت قضية الفتوئ عمل من لاعمل له. 

فتجد شباب حدثاء الاسنان سفهاء الاحلام يتصدرون الفتوى ويفتون بغير علم مما ولد اختلافات كثيرة ومتشعبة في الوسط الاسلامي واصبح المفتون الجدد عندهم قناعات صماء يريدون فرضها على عامة المسلمين مستغلين جهل العامة وغياب الدولة من هده القضية الهامة فتحول المجتمعوالمسلم الى طوائف وجماعات متصارعة وتلك حلقة في مسلسل تفتيت الامة واشغالها بمعارك جانبية لإلهائها عن مواكبة تطورات العصر وتخلفهاوالميتمر ليسهل التحكم فيها. 

وضمن سلسلة من القضايا الفرعية جاءت قضية تحريم حلق اللحية وشن اصحاب هذا الفكر حروباً دون كيشوتية لاثبات تحريم حلقها. 

ومن أجل تطبيق ذلك على المجتمع اطلقوا العنان للحاهم حتئ صارت لحية الواحد أشبه بالشجرة المتحركة في صدر الفرد وطالت وتشعبت بعشوائية مغرفة تجعل الناظر الى صاحبها وكانه يرى شيئاً غريباً بين الحيوان والانسان.

والويل لمن يهذب لحيته بأخذ منها ما زاد علئ كفه كي يبدو ذقنه متناسقاً مع شكله.. اما الحالقون لحاهم فادخلوهم نار جهنم مباشرة بلا تأشيرة دخول. 

هدا التعصب الاعمى قاد المتشددين الى التشبه باليهود وهم يضنون انهم يخالفونهم. 

والحقيقة ان تقصير اللحية قد حصل على عهد، رسول الله ولم ينكر ذلك. 

فأخذُ ما زاد عن قبضة اليد من اللحية جائزة عند الفقهاء ، ووقع بها عمل السلف . 
خرَّج عبد الرزاق في " المصنف " عن الحسن البصري - يرحمه الله - أنه قال : ( كانوا يُرخصون فيما زاد على القبضة من اللحية أن يؤخذ منها ) .
 وفيه عن أبي زرعة - يرحمه الله - أنه قال : ( كان أبو هريرة يقبض على لحيته ثم يأخذ ما فَضُل منها ) . 
وفيه عن نافع عن ابن عمر أنه كان يأخذ ما فوق القبضة . 
وعند أبي داود عن مروان بن سالم أنه قال : ( رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكف ) .

 جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : (( خالفوا المشركين ، أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى )) .
وهدا الحديث المنسوب للرسول صلئ الله عليه وسلم يطابق واقع اليهود وخاصة السلفيين منهم.. اي المتشددين لسلفهم (كمثل اصحابنا اليوم..).
 فهذا حزب شاس اليهودي المتشدد يحرٔم حلق اللحية وحين ترى اتباعه وهم يعفون لحاهم تظنهم من السلفيين المسلمين تماماً.

وهدا الأمر يتطلب المراجعة الدقيقة لبعض الاحاديث من قبل اهل الاختصاص ومنها الحديث موضع تناولنا. 
فلا يعقل ان يأمرنا الرسول ص باعفاء اللحية مخالفة لليهود بينما اليهود أنفسهم يعفون لحاهم .!! 

ولربما كان الحديث للترغيب كفعل طلبي فان صيغة فعل الطلب وفعل الامر واحدة ولا يعرف الفرق، بينهما الا بالسياق المفضي الى النتيجة.. 

فنحن مثلاً نقول:
(يارب ارزقني)... وذلك فعل طلب في صورة أمر.. فهل يعقل اننا نأمر ربنا جلت قدرته وتعالى علواً كبيراً.؟!

ونقول مثلاً : (أضرب عنقه)..وذلك فعل أمر حقيقي في صورة طلب. 
والفرق بين الفعلين ..
ان الاول فعل طلبي لانه من الادنى الى الأعلئ والثاني فعل أمر لانه من الاعلى الئ الادني.. وكليهما يفهم معناه من السياق. 

ومعلوم ان الدين ليس مظاهر ولا مراءاة  بل قيم واخلاق وامانة وعدل قبل ان يكون اطالة شعر وتقصير ثوب وتقطيب حواجب وعبوس وجه..
ومجرد شكل لا أصل. 

المطلوب فهم روح الدين الاسلامي وليس قشورة ان اردنا الالتزام بحقيقة الاسلام لاقشوره. 


أعفاء اللحاء عند متعصبي الاديان :

- اليهود المتعصبون.  
- الهنود السيخ المتعصبون
- والبوذيون المتعصبون
- المسلمون المتعصبون.