كانت نهاوند، آخر معقل لجأ إليه كسرى يزدجرد ملك فارس؛ بعد معارك الفتح الإسلامي التي تلت معركة القادسية، كما كما يزدجرد آخر ملوك الإمبراطورية الفارسية.
و في نهاوند كان كسرى يزدجرد الثالث، يعمل على حشد كل طاقاته و كل عدته و عتاده، بعد أن أخذ يوهم نفسه و يمني حاشيته و قياداته؛ أن بمقدوره استرجاع ما كان قد حرره الفتح الإسلامي.
و هناك في المدينة المنورة، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يتابع كل صغيرة و كبيرة في مسار الفتح الإسلامي بأرض العراق و فارس .
و جاءته الأنباء، تحمل ما يرتب له الفرس الأكاسرة من إعداد و استعداد لمعركة فاصلة . و لم يكن عمر ممن يغفل أو يتقاعس، فما هو إلا أن وصلته الأخبار ؛ حتى أعد للأمر عدته ؛ و لأهمية المعركة الفاصلة الحاسمة؛ فقد عين لها خمسة من القادة، كان على رأسهم النعمان بن مقرّن المزني، و من بين هؤلاء الخمسة ثلاثة من القادة اليمنيين، يحمل لهم ملالي طهران كل الحقد، كما كان يعرف عنهم الهالك حسن إيرلو، و سادته كل تفاصيل بطولاتهم؛ و معرفته تلك عبأته بنزعة الانتقام ، و هو ما دفع به إلى حتفه على يد أحفاد قيس، و عمرو بم معدي كرب الزبيدي.
عبيد إيرلو في صنعاء ممن تشربوا ذل العبودية لإيران؛ ممن يسميهم الملالي شيعة الشوارع، و هم من راحوا يسعرضون مفصعين على الزنابيل التعساء ممن رضي أن يتزنبل لشيعة الشوارع ، أو عبيد إيران..! مهم أن يعرفوا عظمة أولئك العظماء. فمن يدري؟ قد تستيقظ نخوتهم، و تنتعش كرامتهم، و تحيا ضمائرهم!
كان القادة الكرام الثلاثة : قيس بن مكشوح المرادي ، جرير بن عبدالله البجلي و الأشعث بن قيس الكندي، ثم رفدهم عمر، الذي كان خبيرا بالرجال بقائد سادس يلحق بهم مع ثلثي جند البصرة هو أبو موسى الأشعري، اليمني أيضا.
ليس الغرض من إيراد الأسماء اليمانية - هنا - التفاخر، و لكن مشروع إيران الظلامي؛ استدعى نزعة الانتقام التاريخية من العرب، و من اليمنيين؛ بل و من الإسلام، ويرى مشروع إيران أن هؤلاء القادة أسهموا في إسقاط إمبراطورية فارس.
من هنا، كان لا بد من أن يتعرف العبيد الحمقى لإيران خفايا ما يحمله المشروع الظلامي الإيراني من بغض وحقد تجاه العرب و الإسلام، و تجاه اليمن و اليمنيين، وأن يعرف - بشكل خاص أيضا - الزنابيل التعساء الذين يساقون لعبودية الكهنوت الحوثي؛ الذين هم في الأساس عبيد لملالي إيران ؛ كان لابد أن يعرف الجميع ما تحمله إيران من كراهية و بغضاء لليمن و اليمنيين!
يحن ملالي إيران لعودة كسرى(عج)..!! فهو من ينتظرون خروجه من السرداب ؛ لا المهدي المزعوم ..!!
كما أن هتافهم بالحسين؛ إنما يرددونه على قاعدة تفسيرهم للقرأن أن له تفسير ظاهر و باطن، فهم يهتفون بالحسين و يقصدون رستم .
يعرف ملالي طهران تماما خرافة الدعاوى بالمهدي المنتظر، و إبقاؤهم على هذه الخرافة إنما هو محافظة على تحصيل الخمس الذي هم أهم ما في معتقداتهم..!
خرج الشهيد الزبير في عام 1965م. لتوعية القبائل المغرر بهم يومئذ؛ و ذلك لإقناعهم بالثورة و النظام الجمهوري، لكن فلول أسرة بيت حميد الدين - التي كانت و ماتزال مع بني عمومتها بيت بدر الدين - يعتبرون الزبيري أعدا أعدائهم؛ و لذلك استنفروا كل حقدهم لاغتيال الزبيري؛ لأنه زلزل بشعره أركان مملكتهم ، كما أنهم يعتبرون ثورة 26سبتمبر تمردا على الحق الإلهي في الحكم!
فكم نحن- اليوم- بحاجة ماسة و ملحة ، في أن يتحرك الرجال و النساء و الشباب و الشابات لتوعية الزنابيل، من أجل تحريرهم من التبعية الذليلة للكهنوت الحوثي الذي هو في الأخير عبد مرتهن لإيران .
من أهم خطوات التوعية اليوم تحرير الزنابيل من التبعية و العبودية للمشروع الظلامي للكهنوت، فإن تحقق ذلك فسنصل الى تحرير عقلية قطاع واسع من الحوثيين أنفسهم.
يتذكر ملالي كسرى جيدا مصرع رستم أشهر قادتهم في القادسية ، إذ كان أحد من فتك به، قيس بن مكشوح المرادي، الذي كان في القادسية قائد الميمنة في جيش الفتح، كما يتذكرون مصرع الجالينوس، و بهمن جاذويه، و الفيرزان ، مثل تذكرهم لسقوط المدائن (عاصمتهم) التي أعيت إمبراطورية الروم، و لكنها استسلمت تحت تكبير و تهليل الفاتحين.
تقف مأرب اليوم، و يقف اليمنيون بكل إباء و شموخ في وجه جحافل ملالي كسرى ، الذين ساقتهم دوافع الحقد ودواعي الانتقام الكسروية ثأرا من القادسية، و انتقاما من العرب، و تكاد تسمعهم يصرخون : يا لثارات رستم .. أما الحسين فبريئ منهم كل البراءة .